عدد سكان الارياف ليس بالهيّن... وربّما عدد الاطفال هناك يفوق عددهم في الوسط الحضري... فسكان الارياف ما يزالون رغما عن «تحديد النسل» يطربون لولادة الطفل السادس فالسابع فالثامن رغم محدودية الامكانات. أغلبهم مراهقون وشباب وشيوخ وأطفال ما يزالون يقبعون هناك في أماكن منسية عديدة ينتظرون يوما يكون لهم لا عليهم... ينتظرون تعبيد الطريق ومدارس مجهزة بالانترنات ونقطة صحية للتداوي وأمنية للتصدّي للسرقات وتوفر مواطن شغل... ينتظرون مدّا لقنوات مياه الشرب والتطهير ومصابيح عمومية تضيء الطريق. ينتظرون تمويلات لحفر الارض وزرعها لتشغيل الشبان. ينتظرون زيارات ميدانية للمسؤولين لمعاينة أحلامهم وما هم عليه قادرون. ألا يستحق أطفال الريف أن تتواجد في مناطقهم ملاه فيها ألعاب للطفولة... ألا يستحق هؤلاء أن يتدربوا على الحياة تماما مثل أطفال الوسط الحضري وبنفس الأسلوب... أن يتعلموا في الرياض ويتعلموا كتابة أسمائهم في التحضيري والتمكن من كسب التميّز في المدارس حتى لا يفشلوا كما هو الحال اليوم في اجتياز مناظرات دخول الاعداديات النموذجية، والمعاهد النموذجية. تكفيهم لفتة لتبنّي أحلامهم في تحقيق نهضة مستديمة للمناطق التي خطوا فيها خطواتهم الاولى. فهل من لفتة للوضع «الحياتي» في الارياف؟ ولماذا لا يتبنى النواب في البرلمان مشروعا خاصا بالتنمية المستديمة في الأرياف؟... فمثل هذا المشروع لا أثر له اليوم في حياة الريفي.