ذكر التقرير الوطني حول البيئة لسنة 2003 أن نوعية الهواء ببلادنا لا تسبب تهديدا كبيرا لصحة المواطن ومحيط عيشه، إلا أنها تشهد بعض التدهور في بعض المدن التي تتمركز بها وحدات صناعية كبرى وفي المدن التي بها حركة مرور كثيفة. وتتمثل أهم الملوثات التي يمكن أن تضر بنوعية الهواء وبصحة المواطن في ثاني أكسيد الكربون المتأتي خاصة من وحدات تحويل الفسفاط في كل من قابس والصخيرة وصفاقس ومصنع تكرير النفط ببنزرت ومصانع الاسمنت بالاضافة الى القزوال والفليور والأمونياك المتأتيين من وحدات تحويل الفسفاط وأكسيد الأزوت المتأتي من السيارات والمحطات الحرارية ووسائل النقل اضافة ايضا الى الجزئيات الدقيقة الضارة المتأتية من مصانع الآجر والمقاطع والمناجم والمركبات العضوية المتبخرة والمتأتية من محطات توزيع المحروقات. وأثبتت نتائج المتابعة المستمرة لنوعية الهواء بكل من تونس وصفاقس وبن عروس وباب سعدون وبنزرت وجود تأثير واضح لوسائل النقل تجسد من خلال تراكم الملوثات الهوائية المتأتية من عوادم السيارات مثل أكسيد الأزوت خاصة في وقت تزايد حركة المرور. كما خصصت الشبكة الوطنية لمراقبة نوعية الهواء مخبرا متنقلا مجهزا بآلات لقيس الغبار وأكسيد الأزوت وثاني أكسيد الكربون وعنصر الأوزون وقد وقع الاختيار لتركيز هذه المخابر في تونس الكبرى وصفاقس وسوسة والقيروان وقابس نظرا إما لكثافة الحركة المرورية بها أو لتواجد أنشطة صناعية تفرز تلوثا هوائيا وذلك لإيجاد حلول عملية للحد من نسب التلوث الهوائي.