تونس - الصباح: تزداد درجة احساس الفرد بالتلوث الهوائي الناجم عن الاكتظاظ المروري وسط العاصمة وفي المدن الكبرى ،أكثر فأكثر مع ارتفاع درجات الحرارة وخاصة في أوقات الذروة إلى حد. الاحساس بالاختناق والصعوبة في التنفس أحيانا. وعلى سبيل الذكر نشير أن تونس الكبرى وضواحيها تعاني من درجة عالية من التلوث الناجمة أساسا عن حركة المرور لا سيما وأن أكثر من أربعين بالمائة من أسطول السيارات يمر بالعاصمة والمناطق المجاورة لها وهو ما يطرح جملة من الاشكاليات البيئية التي تتفاقم بمرور الوقت بالنظر إلى تقادم الأسطول من جهة والزيادة في عدد السيارات من سنة إلى أخرى وقلة المتنفسات الطبيعية للعاصمة وإذا ما أضفنا التركز العمراني الضخم ...نجد أن الوضع البيئي يعاني من تطور أكاسيد الآزوط المتأتية من وسائل النقل وتراكم الملوثات الهوائية المتأتية من عوادم السيارات ووجود بعض التجاوزات للحدود القصوى في مجال التلوث الهوائي التي لها انعكاسات سلبية على صحة الفرد ونشير هنا إلى أن أكاسيد الآزوط مثلا هي نوع من الملوثات الهوائية التي لها تأثير غير مباشر إذ تتحول في الأجواء الحضرية الملوثة والمشمسة إلى مركبات سامة... مراقبة نوعية الهواء نشير في هذا السياق إلى وجود جملة من البرامج التي أعدتها الهياكل المعنية بالحفاظ على البيئة تستهدف مراقبة وتقييم الوضع المتعلق بالتلوث الهوائي بتونس الكبرى على غرار مشروع التصرف في البيئة الصناعية والحضرية بتونس (نوعية الهواء) ومتابعة لمراحل الانجاز نذكر أن الاجتماع الأخير للجنة تسيير المشروع كانت قد أشارت في سياق تقييم ومراجعة تقدّم مراحل هذا المشروع أنه تم تحقيق إنجاز54 % من الأهداف المرسومة ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى حدود80 % مع نهاية السنة الجارية. في إطار مشروع التصرّف في البيئة الصناعية والحضرية في تونس والمموّل من طرف الوكالة الفرنسية للتنمية ، تقوم حاليا الوكالة الوطنية لحماية المحيط، تحت إشراف وزارة البيئة والتنمية المستديمة، بدراسة تهدف إلى رسم خارطة جودة الهواء بتونس الكبرى لتحديد المواقع الأكثر تلوّثا والتي تستوجب متابعة دقيقة ومستمرّة. و تتمثل هذه الدراسة في تركيز أنابيب لقيس الملوّثات مثل الأوزون وثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت والمواد العضوية المتبخّرة ب 220نقطة بتونس الكبرى. وسيقع لاحقا إعداد خرائط بمدن أخرى على نفس المنوال. برنامج النمذجة الرقمية علما وأنّ هذه الخارطة سيقع استعمالها في برنامج النّمذجة الرقمية التي ستكون دعامة أساسية لمراقبة التلوّث الهوائي في تونس وذلك من خلال توقّّع نوعية الهواء على مدى 48 ساعة. كما سيساهم هذا النموذج الرقمي في تحسين آداء الشبكة الوطنية لمراقبة نوعية الهواء من خلال تحديد الأماكن الأكثر احتياجا لتركيز محطّات قارّة لمراقبة نوعية الهواء فيهاعلما وأن عدد هذه المحطات يبلغ حاليا 15 محطة ومن المتوقع أن تصل إلى 25 محطة قارة منها 9 بتونس الكبرى والبقية موزعة بين صفاقس وبنزرت وسوسة والقيروان وقابس وقفصة... ونشير كذلك إلى أن هذه البرامج وجملة من المشاريع الأخرى على غرار مراجعة المواصفات التونسية المتصلة بنوعية الهواء... تندرج جميعها ضمن قانون نوعية الهواء الصادر في جوان من السنة الفارطة والذي أقر جملة من الأحكام من أهمها وضع منظومة وطنية لمتابعة نوعية الهواء وضبط شروط مراقبة هذه النوعية في المدن والتجمعات السكنية وشروط إعداد مخططات للمحافظة على نوعية الهواء بالتجمعات العمرانية وشروط المراقبة والحد من ملوثات الهواء من المصادر الثابتة والمتنقلة وكذلك المواصفات والحدود القصوى الواجب احترامها خاصة عند إقامة وبناء المنشآت وأثناء تشغيل بعض التجهيزات التي تؤثر على جودة الهواء...