حذر رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري من أن لبنان يسير نحو الخراب وأن الكيل طفح بسبب تصاعد التوتر السياسي في البلد واشتداد الخلافات على خلفية ملف شهود الزور والمحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. ففي الوقت الذي تتحدث فيه التقارير عن انفجار وشيك للأوضاع في لبنان بالتزامن مع صدور القرار الظني عن محكمة الحريري دخل بري في مواجهة مع رئيس الحكومة سعد الحريري احتجاجا علي الاستمرار في «تمييع اجراءات محاسبة شهود الزور» حيث أعلن وزراء حركة «أمل» التي يرأسها بري تعليق مشاركتهم في جلسات مجلس الوزراء حتى البت في موضوع شهود الزور. رسالة بري وفاجأ وزراء الحركة طرفي الحكومة (الموالاة والمعارضة) ورئيس الجمهورية بطرح الموضوع من خارج جدول الاعمال بعد أن كان قد حيد في انتظار أن يقدم وزير العدل تقريره. ويبدو أن رسالة بري السياسية أعطت مفعولها سريعا، حيث تقرر عقد جلسة لمجلس الوزراء الثلاثاء المقبل لمناقشة ملف الشهود، بعد أن يكون تقرير وزير العدل ابراهيم نجار قد وزع على الوزراء. وقال بري انه طلب من وزراء كتلة التنمية والتحرير (وهم وزير الخارجية علي السامي ووزير الصحة محمد جواد خليفة ووزير الرياضة علي عبد الله) أن يحثوا مجلس الوزراء على البدء في مناقشة ملف شهود الزور وهو الملف المطروح على جدول الأعمال والا فإننا سنمتنع عن حضور أية جلسة لا تخصص لمناقشة هذا الموضوع واقراره قبل أي شيء آخر. وأكد بري لرئيس الجمهورية ميشال سليمان أنه «لن يقف متفرجا على خراب البلد». ونقلت صحيفة «النهار» اللبنانية عن بري قوله «طفح الكيل، البلد يتجه نحو الخراب ومجلس الوزراء يتباطأ ولا يعالج هذا الملف الحساس والخطير». وأوضح بري أن ملف شهود الزور لا يحتاج حتى الى مجلس الوزراء لأنه كان بإمكان رئيس الحكومة ووزير العدل الطلب من المدعي العام التمييزي مباشرة التحقيق مع شهود الزور. لا مشكلة في المقابل أكدت أوساط وزارية في تيار «المستقبل» لصحيفة «السفير» اللبنانية أن لا مشكلة لديها في فتح ملف شهود الزور شرط أن يفتح على مصراعيه وأن يطال النقاش كل شهود الزور وليس فقط بعض الأسماء التي يركز عليها الفريق الآخر. ونقل مقربون من رئيس الحكومة سعد الحريري قوله انه لا يهرب من موضوع شهود الزور وانه جاهز للخوض فيه وان كل ما أراده من تأجيله بعض الوقت هو الانتظار الى حين استعادة الهدوء الداخلي بما يتيح طرحه بعيدا عن التوتر السياسي الحاد الذي لا يؤمن مناخا ملائما لحوار موضوعي ومنتج حول قضية شهود الزور بل يفرز ردا من هنا وردا مضادا من هناك».