تصاعدت حدة التوتر السياسي في لبنان بسبب الزيارة المرتقبة للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى البلد فيما ينتظر أهالي الجنوب بفارغ الصبر رؤية نجاد على حدود اسرائيل ظهرت شعارات في طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني، تندد بالزيارة وتنتقد تحوّل لبنان الى ما سمته «ضيعة لولاية الفقيه الايرانية». ويترقب سكان جنوب لبنان بغالبيتهم رؤية الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي يصل الى لبنان الاسبوع المقبل، يطأ ارض الجنوب ويتجول عند الحدود على مرمى حجر من اسرائيل، الامر الذي يرون فيه رمزا وتحديا للدولة العبرية. على بعد متر وفي قرية كفركلا الحدودية، يقول عبد الله «هنا، سيكون احمدي نجاد على بعد متر واحد من اسرائيل، مجرد وجوده هنا هو رمز وتحد». ويدير عبد الله مطعما قرب بوابة فاطمة التي يتوافد عليها الزوار منذ الانسحاب الاسرائيلي من لبنان عام 2000 بعد 22 سنة من الاحتلال، لمشاهدة المواقع العسكرية الاسرائيلية المتاخمة والمستوطنات المقابلة. ويقول عبد الله بنبرة تحد «أترقب اللحظة التي سيقترب فيها أحمدي نجاد من الشريط الشائك ليقول ان اسرائيل في قبضته». ورغم ان السلطات الايرانية واللبنانية لم تؤكدا بعد رسميا جولة احمدي نجاد في الجنوب، فان الاستعدادات لهذه الزيارة تسير على قدم وساق في المنطقة التي تعتبر معقلا لحزب الله الشيعي، حليف ايران في لبنان. لكن مصدرا في «حزب الله» أكد امس ان نجاد سيحضر احتفالا شعبيا في الضاحية الجنوبيةلبيروت من المتوقع ان يشارك فيه ايضا أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله. وعلقت خلال الساعات الماضية على طريق مطار بيروت وفي الضاحية الجنوبية للعاصمة، المعقل الآخر لحزب الله، لافتات باللغتين العربية والفارسية ترحب باحمدي نجاد الى جانب صور كبيرة له وقد بدت شجرة الأرز، رمز لبنان وراءه في الصورة. وأفادت مصادر في حزب الله ان استقبالا شعبيا آخر سيعد للرئيس الايراني في الضاحية الجنوبية بالاضافة الى الجولة الجنوبية. لا مرحبا به وفي المقابل ارتفعت في مدينة طرابلس شمال لبنان أمس شعارات تندد بالزيارة. وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس ان مجهولين علقوا صورة للرئيس الايراني أحمدي نجاد فوق جسر مشاة في منطقة أبي سمرا في طرابلس كتب عليها «لا مرغوبا بك في لبنان». ورفعت قرب الصورة لافتة كتب عليها «لا لولاية الفقيه» موقعة باسم «جبهة العمل الاسلامي هيئة الطوارئ» وهي مجموعة اسلامية سنية لا تتمتع بدعم شعبي كبير. إلا ان الصورة واللافتة أزيلتا على أيدي مجهولين أيضا بعد حوالي ساعة من تعليقهما. غير ان صورة ثانية للرئيس الايراني ارتفعت ايضا عند تقاطع ميدان الزاهرية في المدينة وقد شطب فيها وجه الرئيس، وكتب عليها «لا أهلا ولا سهلا بولاية الفقيه». وحملت الصورة الثانية توقيع الجبهة السنية أيضا.