يخوض المخرج التونسي طيب الجلولي المعروف أكثر كمصمم ديكور عالمي، هذه الأيام تجربة سينمائية فريدة من نوعها في تونس والوطن العربي، إذ أقدم منذ عامين على تجربة انتاج واخراج فيلم روائي طويل من نوع الرسوم المتحركة ثلاثية الابعاد (3D) سيكون أوّل فيلم من نوعه في تاريخ السينما التونسية والعربية. ويحمل الفيلم الذي انطلق انجازه منذ عامين بدعم من وزارة الثقافة قدره 500 ألف دينار، عنوان «مغامرات دليلة» أو «مغامرات دليلة المحتالة» عن سيناريو لطيب الجلولي استوحاه من حكايات «ألف ليلة وليلة». ويحكي عن «أرملة موظف سام في الحاضرة البهية تدعى «دليلة»، يسرق منها لصوص «شاڤور» الساحر، كسوة الضوء التي تضفي السعادة على لابسها. وفي اليوم نفسه الذي تحدث فيه السرقة، تختفي ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات. ... وبهت الفرنسيون وأحرز الفيلم الذي شاهدت «الشروق» مشاهد منه، تقدّما كبيرا في الانجاز أذهل حتى التقنيين الفرنسيين الذين دعاهم المنتج لاقامة دورة تكوينية للتقنيين التونسيين العاملين في الفيلم. ويؤكد المنتج ان التقنيين الفرنسيين لما عاينوا عمل التقنيين التونسيين وهم من خريجي المعاهد التونسية العليا في الميلتيميديا والسينما والسمعي البصري، اندهشوا واعترفوا أنهم عاجزون عن تقديم أي اضافة للفريق التونسي لا لشيء سوى كونه كشف عن معرفة وموهبة كبيرتين في تصميم وتحريك الصور. 25 أنفوقرافيست و30 ألف دينار في الشهر وبقدر ما أحرز الفيلم تقدّما في الانجاز تجاوز ال 20٪، يقول المنتج ان المصاريف بدأت تثقل كاهله حتى أنه اضطر الى التداين وبيع ممتلكاته الخاصة لصرف أجور العاملين معه، والبالغ عددهم 25 اطارا من حاملي الشهائد العليا في «الأنفوغرافيا». وتقدّر مصاريف الانتاج الشهرية ب 30 ألف دينار، يقول المنتج انه يجب توفيرها في كل شهر حتى لا يتوقف العمل، ولا يأفل حماس الشباب الذين يعملون بكدّ. أوّل فيلم تونسي وعربي على فضائية غير تونسية ورغم منحة الدعم الاضافية التي حصل عليها المنتج مؤخرا من وكالة الفرنكفونية، والمقدّرة ب 30 ألف أورو (حوالي 55 ألف دينار) لا تكفي في الحقيقة لتسديد مصاريف شهرين من العمل، يبقى الانتاج في حاجة ماسة وكبيرة الى التمويل والدعم، وخصوصا من القنوات التلفزية الوطنية التي كان يفترض أن تساهم في الانتاج سواء بالاشتراك فيه أو دعمه مقابل بث الفيلم. وهنا ندعو مؤسسة التلفزة التونسية بدرجة أولى الى دعم الفيلم، على الأقل مقابل بثه بشكل حصري. فالمنافسة بين الفضائيات أصبحت كما هو معلوم، على أشدها سواء بين الفضائيات المحلية، أو العربية، أو حتى الاجنبية ومثل هذا الفيلم، الفريد من نوعه في تونس والوطن العربي، قادر على إسالة لعاب العديد من الفضائيات العربية وخصوصا الموجهة للاطفال مثل «الجزيرة للاطفال» و«MBC3» و«سبايس تون» وغيرها. فهل يعقل أن يقع بث أول فيلم تونسي وعربي من هذا النوع، على قناة غير تونسية؟ نطرح هذا السؤال ونحن نعيش على وقع قرار رئيس الدولة بتخصيص 2010 كسنة للسينما، وسنة للشباب، وهو قرار كما هو واضح استجاب له انتاج هذا الفيلم الذي سيكون جاهزا في حالة عدم حدوث أي طارئ (مالي بطبيعة الحال) خلال شهر ماي من العام القادم.