رغم تزامن بداية انطلاق استغلال مطار النفيضة زين العابدين الدولي (ديسمبر 2009) مع عدة صعوبات وأزمات عالمية كالأزمة المالية وكذلك عوامل طبيعية ثورة البركان في ازلاندا دون أن ننسى تأثيرات انتشار فيروس HN1 الا أن ادارة مطار النفيضة استطاعت تجاوز تلك المرحلة الحرجة لتتمكن من اقناع عدة شركات ووكالات أسفار والتعاقد معها لتنجح بعد ذلك في تجاوز البداية الصعبة فسرعان ما تتالت الرحلات الجوية من والى مطار النفيضة وأصبح تحليق الطائرات بكل أنواعها أمرا مألوفا بل ومشهد ممتع لدى سكان المنطقة وكذلك مستعملي الطريق السيارة تونسمساكن. تعاقد الشركات الجوية مع ادارة مطار النفيضة ورهانها على هذا المطار الجديد لم يكن صدفة بل نظرا الى المزايا العديدة التي يوفرها المطار وكذلك استشرافا من مسؤولي هذه الشركات للمستقبل... مستقبل هذا المطار الذي سيكون حتما المركز الأساسي للحركة الجوية بتونس نظرا الى تميزه بموقع ساحلي غير بعيد عن العاصمة وعن بقية الولايات الكبرى (سوسةصفاقسالقيروانزغوان...) كما أنه يقع على حافة الطريق السيارة تونسمساكن... وللاشارة نقول ان الذاهب الى مطار النفيضة عبر الطريق السيارة سواء كان قادما من بنزرت أو صفاقس لا تعترضه أية اشارة ضوئية... فموقع المطار جمع بين بعد مطلوب وقرب ضروري على حد تعبير أحد مسؤوليه أي أنه بعيد نوعا ما عن مناطق العمران وبالتالي فهو لا يقلق راحة المتساكنين وهو في نفس الوقت قريب من كل الولايات الكبرى. وينضاف الى كل هذا طبعا رؤية البناء وجمال هندسته اضافة الى اتساعه وتطور تجهيزاته... أكثر من 3200 حركة جوية تفيد آخر الاحصائيات أن مطار النفيضة استقبل الى غاية موفى شهر سبتمبر 3200 حركة جوية أمنتها 32 شركة طيران مختلفة، وحسب نفس الاحصائيات فقد تم ربط مطار النفيضة الى حد الآن ب69 مطارا دوليا في مختلف بلدان العالم. أما عن التشغيل فالمطار قد وفر الى حد الآن ما يزيد على 1400 موطن شغل وقد وقع انتداب البعض منهم لأول مرة ومنهم من تمت نقلتهم من مطار المنستير. مطار المنستير لن يغلق ومن المتوقع أن تشهد السنة الجديدة القادمة ارتفاعا كبيرا في نسق حركة الطيران بمطار النفيضة زين العابدين الدولي خاصة أن عدة وكالات أسفار وكذلك شركات ناقلة (شركات طيران) عبرت عن رغبتها في الاستفادة من المزايا العديدة التي يوفرها وقد تم في هذا الصدد مع عدد جديد من وكالات الأسفار ينطلق عملها بمطار النفيضة مع بداية السنة القادمة من ضمنها أكبر وكالة أسفار مهتمة بتنظيم الرحلات للسياح البولونيين سينزلون حصريا بمطار النفيضة عبر الخطوط التونسية كما تتجه النية الى تحويل نسبة من الحركة الجوية بمطار المنستير الى مطار النفيضة حسب رغبة شركات الطيران طبعا. ويؤكد أحد المسؤولين أنه لا سبيل البتة الى غلق مطار المنستير (عكس ما يروج حاليا) اذ أن الاتفاقية المبرمة بين الشركة المستغلة «TAV» وبين الدولة تشترط في احد فصولها أن لا تقل طاقة استيعاب مطار المنستير عن 1.500.000 مسافر في السنة (الرقم المسجل هذه السنة 3.500.000م تقريبا). ومع كل هذه التحركات والبوادر التي تبشر بانطلاقة حقيقية لمطار انتظره الجميع خاصة أنه سيعود بالنفع على كل القطاعا كالسياحة والنقل اضافة الى توفير عدة مواطن شغل جديدة... ويبقى السؤال المطروح من قبل العديد من المسافرين متى تتحرك الخطوط التونسية وتنظم سفرات منتظمة من والى مطار النفيضة زين العابدين الدولي خاصة أن الآلاف من مواطنينا بالخارج (فرنسا ايطاليا ألمانيا...) قد استبشروا أيما استبشار بهذا المشروع الرئاسي الضخم وهم يمنون النفس باستغلال هذا المكسب الوطني الهام؟