كعادتها في كل الدورات والتظاهرات تسعى تونس دائما لتقديم الأفضل وهو ما برهنت عنه الطاقات التونسية في بحر هذا الأسبوع بمدينة الحمامات التي احتضنت فعاليات البطولة العربية للغولف انطلاقا من يوم الخميس الماضي على أن يتمّ اختتامها اليوم.. وهذه البطولة بدون اسراف في التعبير أو بعثرة للأوصاف والنعوت كانت ناجحة بكل المقاييس رياضيا وتنظيميا وسياحيا وهو ما يثلج الصدر بالنسبة لبلد صغير يعوّل كثيرا على استقطاب السياح من بوابة الرياضة. «الشروق» تحولت الى مدينة الحمامات ورصدت القدرات التونسيةالعالية على التنظيم المحكم تفجرت معلنة عن نفسها في موقع الحدث وسنحاول من خلال هذه السطور أن نبرز أهم ما رافق هذه البطولة العربية. تونس تجمع شمل 16 بلديا عربيا هذا ليس مجرد هراء، أو ليس ضربا من الخيال بل هو حقيقة تجسدت بمدينة الحمامات التي استقبلت وفود الدول العربية التالية: تونس (البلد المنظم) وليبيا والجزائر والمغرب ولبنان والكويت وفلسطين والبحرين والامارات العربية المتحدة والمملكة العربية ا لسعودية ومصر وسوريا وقطر والعراق والأردن وعمان عبر حضور 112 مشاركا ويذكر أن عدد الاتحادات العربية المنضوية تحت لواء الاتحاد العربي للغولف عددها 16 وهو ما يعني أن تونس نجحت في جمع كل الاتحادات العربية دون استثناء وهي شهادة أخرى على التنظيم المميّز لهذه البطولة. العراق في الموعد بالرغم من أن يد العبث امتدت الى المنجزات والمنشآت الرياضية في العراق بعد أن اصطفت على عتباتها العربات الأمريكية والأجنبية المصفحة، فإن ذلك لم يمنع أبناء بلاد الرافدين من التغلب على أوضاعهم وأوجاعهم وتحول الوفد العراقي الىمدينة الحمامات رافعا راية التحدي. خالد عجاوي (رئيس الاتحاد الفلسطيني للغولف): كنا نجر عربات الغولف اللبنانية فتعلمنا هذه الرياضة!!! التقينا خلال تواجدنا بمدينة الحمامات بالعديد من الوفود العربية، لكن لم يكن بامكاننا أن نغفل الالتقاء بالوفد الفلسطيني، بما أن تونس اعتبرت فلسطين قضيتها الأولى واحتضنت الخضراء في السابق الأشقاء لذلك كان من الطبيعي أن يصر الساهرون على رياضة الغولف على توجيه الدعوة للفلسطينيين. التقينا بالسيد خالد عجاوي رئيس الاتحاد الفلسطيني للغولف.. ولكن دون مقدمات نطق بهذه الكلمات: «أنا الشعب الذي يضخ حجرا لا دما ولا ماء يسيل في لعابي شوك صبر لا مدح فيه ولا هجاء تذكروني في النهاية فالبداية علقم من السماء»... ونشير في هذا الصدد أن السيد خالد أصرّ على التواجد بالرغم من الصعوبات التي يعيش على وقعها الاتحاد الفلسطيني بسبب الاحتلال فقد تلقى لاعبو الغولف تدريباتهم مع الفريق اللبناني.. وفي هذا الاطار كشف لنا السيد خالد «ان الفلسطينيين تعلموا رياضة الغولف من الرياضيين اللبنانيين من خلال جرّهم لعربات الغولف في إشارة صارخة الى تحدي كل الظروف والقدرة على تعلم كل الرياضات دون استثناء». وأكد السيد خالد أن فلسطين تمكنت بالرغم من الداء والأعداء من الظفر بالبطولة العربية للغولف في أكثر من مناسبة. ندوة صحفية على هامش هذه البطولة انعقدت مساء أمس الأول ندوة صحفية بأحد الفنادق الفخمة بالحمامات حضرها السادة خليل الغرياني (رئيس الجامعة التونسية للغولف)، والشيخ فاهم القاسمي (رئيس الاتحاد العربي للغولف) وخالد أبو زيان (نائب رئيس الاتحاد العربي للغولف) ومولاي رشيد علوي (نائب رئيس الاتحاد العربي للغولف أيضا) وعادل الزرعوني (أمين عام للاتحاد العربي للغولف) وقد شهدت هذه الندوة حضورا إعلاميا مكثفا وقد نوّه رئيس الاتحاد العربي للغولف بالتنظيم المحكم لهذه البطولة. وأضاف السيد فاهم القاسمي أن الوطن العربي قادر في المستقبل على الارتقاء برياضة الغولف ومقارعة الدول القوية على مستوى هذه الرياضة وذلك من خلال العمل علىنشر هذه الرياضة في كامل أنحاء العالم العربي وأكد من جهة أخرى أن رياضة الغولف لم تعد من الرياضات التي بقيت حكرا على العائلات الميسورة بل إنها تستقطب جميع المواهب والكفاءات بغض النظر عن امكاناتها المادية. ماذا قالت بقية الوفود العربية التقينا بعدد من الوفود العربية المشاركة وكنا نشعر وكأن عالمنا العربي قد اجتمع في رقعة واحدة بعد أن تمّ تخطي جميع الحدود الجغرافية التي تفصل بين أكثر من دولة من المحيط الى الخليج... تحدثنا في بداية الأمر الى السيد فهد النعيمي رئيس الوفد القطري فقال: «أريد في بداية الأمر أن أعترف بأن التنظيم التونسي لهذه البطولة العربية كان مميزا وناجحا بكل المقاييس وبالنسبة لمشاركتنا في هذه البطولة فقد كانت أيضا ناجحة إذ تصدّر جهام الكواري بطولة الناشئين للفردي وأكدنا في السابق جدارتنا في أكثر من مناسبة ونتمنى أن نساهم في تطوير رياضة الغولف العربي وصناعة أبطال حقيقيين قادرين على المنافسة الدولية». تحدثنا كذلك الى الدكتور فيصل علم الدين رئيس الاتحاد اللبناني للغولف والمستشار الحالي للاتحاد العربي ويبدو بكل صراحة أن السيد فيصل يعتبر مرجعا تاريخيا حقيقيا صلب الاتحاد العربي للغولف تحدث لنا فقال: «لقد لاحظنا تنظيما مميزا فاق كل التوقعات على مستوى جودة الملاعب والاقامة والخدمات المقدمة وبذلت الجامعة التونسية للغولف مجهودات جبّارة ممثلة في شخص السيد خليل الغرياني وتبقى رياضة الغولف من الرياضات المميزة. فاللاعب هو نفسه الحكم». التقينا كذلك السيد خطاب بشتاق رئيس الوفد الأردني فقال: «لقد كان التنظيم رائعا فقد أبدع الأشقاء في تونس على مستوى تنظيم هذه البطولة العربية وحتى العوامل المناخية كانت رائعة وهو ما ساهم في إنجاح هذه التظاهرة الرياضية الاقليمية ونتمنى أن يتم توسيع قاعدة ممارسة هذه الرياضة في الوطن العربي..». اليوم مسك الختام سيقع احتكام فعاليات هذه البطولة العربية (للرجال والناشئين والسيدات) اليوم، وستغادر الوفود المشاركة تونس غدا باستثناء الوفد المصري الذي يشد الرحال الى القاهرة الليلة هذا ونشير الى أن بعض الوفود الحاضرة عبّرت عن رغبتها في تعديل على مستوى توقيت هذه البطولة من خلال اختيار الوقت الأنسب من السنة حتى يتمكن أكبر عدد ممكن من الطلبة والتلاميذ من الممارسين لرياضة الغولف من المشاركة في مثل هذه البطولات.