أصدر مجلس الشيوخ الفلبيني مؤخرا قانونا يجرّم من لا يحسن أداء النشيد الوطني الفلبيني من الفلبينيين. ويجعله عرضة للعقوبة بالسجن يصل مداها الزمني إلى حدود عامين كاملين والمادي إلى حدود ألف دولار. ولا أحد يعرف إلى حدّ علمي لماذا جاء هذا القانون الذي أصبح ساري المفعول في الفلبين. والحال أن الفلبين برمتها ما كشفت يوما عن فلبيني واحد عاقلا كان أم مجنونا، صاحيا كان أم سكرانا «تشتش» وقال «تش» أو «فشفش» وقال «فش» وهو يحيي الراية الفلبينية. أو صاح أو «شمرخ» أو صفّر على أداء النشيد الوطني الفلبيني. لا غرابة في أن يصدر هذا القانون عن مجلس الشيوخ أي عن أناس كبار، شبّوا. وشابوا. وشاخوا وهرموا على محبّة الوطن ورموزه. «الضربة ضربة معلّم» لا محالة. أو لنقلها بصحيح العبارة «ضربة شيوخة» وفي مجلس الشيوخ طبعا أي أنها «على القالب» مضروبة ضربا هذه الضربة التشريعية الفلبينية. ولكن لماذا أصدر مجلس شيوخهم هذا القانون؟ لا أعتقد أن هذا القانون جاء نتيجة تفشي ظاهرة اللامبالاة بالنشيد الوطني الفلبيني في الفلبين باعتبار أن هذه الظاهرة مفقودة عند بني «فليب». وإنما أقرّوه حماية لأجيالهم من الانبتات بعدما أدركوا أن رايات الأوطان أصبحت في أكثر من وطن وقارة ولدى أكثر من شعب وأمّة ولدى أكثر من طائفة وملّة مجرّد «كتّانة» يتحزّم بها الراقصون على إيقاع أداء النشيد الوطني والكل يغني «يا لا لني» ضع رأسك بين يديك وانشد معي: