هذه بنزرت... عاصمة الجلاء... ومملكة الشهداء الذين دونت أسماءهم على جبينها 0الساطع كضياء القمر... بل جميل كأكمام الزهر عروس الشمال التونسي بحنائها وحرقوسها البديع... بنزرت التي كانت على الدوام وفية للنضال مخلصة للصادقين والأبرار يزينها الكرم الذي يفوح من أصالتها العربية والإسلامية... هي بنزرت موطن الأحرار... والفن والجمال.. والثقافة هي مجلد كامل من التاريخ والحضارة... فكما وطأنا تربتها الخضراء المزهرة عطاء ووفاء... تقابلنا وتستقبلنا وجوه أهاليها النيرة.. وابتسامة عريضة مرسومة على كل الشفاه.. فبنزرت هي قوس قزح زادت على الوطن البهاء بأكمله... وألبسته من عطر شهدائها تاج المحبة للقائد الذي أسكنها في بؤبؤ عينيه... فمن سنة إلى أخرى تتسع الخارطة الإعلامية في تونس ويتعزز المشهد السمعي البصري بقنوات إذاعية وتلفزية ساهمت بلا شك في تطور هذا القطاع وجعله يحتل مكانة لائقة ومرموقة فتنوعت الأهداف.. وتعددت البرامج... وكانت بمثابة الحقنة التي أعادت إليه الروح... وأمكن لنا الوقوف على التغيير الجدي والواضح في مستوييه السمعي والبصري... رغم بعض الهنات التي لا يخلص منها قطاع محليا وعالميا.. فكل شيء إذا ما تم نقصان... وفي ظل هذه المكونات من الحوافز والتشجيعات والآفاق الرحبة المفتوحة أصبح الجميع أكثر حرصا في المضي قدما للنهوض بهذا القطاع الحيوي من خلال تقديم أرقى الوجبات الإذاعية والتلفزية وأشهاها.. وقد سبق لراديو المدينة «FM» السوري أن أشاد العاملون فيه بالمجهودات الكبيرة والجبارة التي ما فتئ يقوم بها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي من أجل تطوير منظومة الإعلام وجعله من أوكد اهتماماته وشغله الشاغل... حرصا من سيادته بأن يكون لتونس دور فاعل وإيجابي في الحراك الإقليمي والدولي... ومما تضمنته هذه الإشادة.. أن تونس حققت وما تزال ثورة إعلامية كبيرة ترجمتها عديد العناوين الصادرة وتعدد المحطات الإذاعية والقنوات الفضائية... وهو ما يدل على مصداقية هذا البلد الشقيق الذي يراهن على كسب التحديات في كل المجالات فكان أن عشنا منذ أيام قليلة فقط مولودا آخر سيكون له دور في إثراء المشهد الإعلامي الوطني متمثلا في إذاعة «شمس FM» التي جمعت خيرة الكفاءات من الزملاء والزميلات... تقول الراحلة علية في مقطع من أغنيتها... «بني وطني» التي كتب كلماتها عبد المجيد بن جدو «19181984» ولحنها المرحوم الشاذلي أنور «19251995» وعن ثغر بنزرت نبغي الجلاء» كان ذلك منذ 47 سنة مضت... وغنى معها الشعب التونسي في كل نقطة من أرضنا الحبيبة «يا فرنسا... بنزرت راهي لينا» انها مواقف مؤثرة لا يمكن بأية حال نسيانها ولو بعد ألف عام وزيادة.. واليوم في 2010 وبعد 75 عاما تقول «وعلى ثغر بنزرت نبغي إذاعة» تلم شمل زملائنا الإعلاميين وما أكثرهم بهذه الربوع... فبنزرت رائدة في هذا المجال منذ عهود خلت حيث شهدت انبعاث أول محطة إذاعية يوم 17 جوان 1935.. وتمر السنوات حبلى بالأحلام ملأى بالإنجازات والمشاريع فحولتها إلى أعجوبة من عجائب هذا العصر.. جعلتها فتنة وبريقا سماويا.. وأصبحت عطر تونس ومهجتها تمر السنوات فلا أحد فكر من أهالي هذه المدينة المناضلة في مشروع مثل هذا؟ فبنزرت ما شاء الله تعج برؤساء الأموال مثلما أكده لنا سكان الولاية الذين التقيناهم في أكثر من مكان كرفراف ورأس الجبل والمنازل بورقيبة وعبد الرحمان وجميل... بنزرت تستحق أن تكون لها إذاعة... تستحق التتويج والتكريم من أعلى مستوى... فهي عاصمة الجلاء.. وإحدى زهرات كفاحنا ضد الاستعمار.. بنزرت مصباح أضاء على الوطن فنا وتاريخا.. وحضارة.. لدينا اعتقاد راسخ أن أحسن هدية وأجملها على الاطلاق يمكن أن تقدمها في هذا اليوم الأغر الذي يحتفل فيه الشعب التونسي بالذكرى 47 لرحيل آخر جندي فرنسي عن قلعتنا الحصينة إلى بنزرت إلى شهدائها.. وأوفيائها.. إلى مخلصيها ومناضليها إلى شبابها إذاعة تكون متنفسا آخر لمبدعي أبناء بنزرت وبناتها. فهل يتجدد العهد إذن.. وتعود لعروسنا ابتسامتها الأثيرية.. ويكون يوم الجلاء يوم الحلم الأكبر وتصرّح الراحلة علية ثانية من إذاعتنا «البنزرتية»التونسية «بني وطني» فنبكي فرحا... ونصفق ابتهاجا.. ونهتف حبا للقائد.. والبلاد...