مرة أخرى تعود الخلافات الحاصلة بين الأولياء والمربيين على واجهة الأحداث بصفاقس. فبعد موضوع مدرسة المسعدين التي تم الاعتداء فيها على معلم خلال نهاية الأسبوع الفارط والتي تصر فيها عائلة التلميذ أن إبنهم هوالضحية وليس العكس، اعتدت أول أمس ربة بيت على معلمة بمدرسة ابن خلدون، كما احتج رب عائلة وتهجم على مدير معهد محمد علي.. الجهات الأمنية أوقفت ربة بيت التي تعلقت بها قضية مدرسة ابن خلدون، كما أذنت بإيقاف الولي الذي علقت به قضية معهد محمد علي على ذمة العدالة في وقت تحركت فيه نقابة التعليم وأعلنت أضرابا برمج ليوم الثلاثاء 19 أكتوبر الجاري .. مثل هذه القضايا المتعاقبة منفصلة عن بعضها ولا رابط بينها إلا حالة التوتر والتشنج التي باتت تحكم العلاقة بين المربي والولي والتي تستوجب دراسة عميقة تستحضر الضغط الذي يعاني منه المربي وسوء فهم القوانين المتعلقة بالطفولة والتي تحولت إلى نقطة ارتكاز للولي للتهجم على المربي، والدروس الخصوصية وغيرها من المسائل التي تقف بشكل مباشر أوغير مباشر وراء هذه الحوادث المتكررة . ابن خلدون ! قضية مدرسة ابن خلدون الواقعة بطريق العين تقول حيثياتها انه زوال أول أمس، اتجهت ولية إلى المدرسة، وهناك التقت بالمعلمة المتضررة، وعلى مرأى ومسمع من التلاميذ والإطار التربوي اعتدت عليها بالضرب والصفع والركل والشتم لأسباب تافهة مرتبطة أساسا بسعي الولية إلى نقلة ابنتها من القسم الذي تشرف فيه المتضررة إلى قسم آخر وهوالمطلب الذي قوبل بالرفض من الإدارة التي ترى في نقلة التلميذ من قسم إلى آخر دلال زائد عن اللزوم ولا يستقيم مع المنظومة التربوية وقوانينها . ربة البيت الموقوفة حاليا على ذمة العدالة، وبعد أن أفرغت شحنة غضبها في المعلمة، أعربت في التحقيقات الأولية عن ندمها وأسفها لما صدر عنها، لكن المعلمة أصرت على تتبعها عدليا بعد ان استخرجت شهادة طبية في الغرض وتقدمت بقضية عدلية لدى وكالة الجمهورية بصفاقس. محمد علي ! قضية معهد محمد علي بطريق المهدية بصفاقس، تختلف في تفاصيلها عن القضايا السابقة، لكن الحصيلة واحدة هي إيقاف الولي على ذمة العدالة التي ستنظر في شأنه يوم الثلاثاء المقبل. تفاصيل هذه الواقعة تقول أن 3 تلاميذ من المعهد المذكور نشروا صور أستاذين على «الفايس بوك»، وقد توصلت إدارة المعهد لمعرفة التلاميذ وعرضتهم على مجلس التأديب الذي أقر رفتهم نهائيا من المعهد. قرار الطرد لم يتحمله ولي أحد التلاميذ فتوجه إلى المعهد حيث أعرب عن استغرابه من القرار واحتج على المدير الذي رأى في سلوك الولي تطاولا على هيبة المدرسة ورجالاتها فاتجه إلى مركز شرطة البستان وتقدم بقضية في الغرض. ومواصلة في الأبحاث تم استدعاء الولي، وبعد استكمال الأبحاث معه، أذنت وكالة الجمهورية بصفاقس بإيقافه على ذمة العدالة لتنظر المحكمة في شأنه يوم الثلاثاء المقبل.. وما دمنا نتحدث عن الاعتداءات في فضاءات التربوية، نشير إلى والدة تلميذ مدرسة المسعدين بصفاقس التي نشرنا تفاصيلها في نهاية الأسبوع الفارط، راسلتنا بالفاكس لتعلمنا ان زوجها بريء من تهمة الاعتداء على المعلم، مقابل اعتداء المعلم على فلذة كبدها وهوما تؤكده الشهادة الطبية المحررة في الغرض حسب نص الفاكس.