خالد بدرة كان شاهدا على الزمن الجميل للأحمر والأصفر وعايش نجاحات الترجي وكذلك خيباته ومنها مطاردته للقب دوري أبطال إفريقيا لعب في الترجي في فترات مختلفة وتحمل مسؤولية شارة القيادة وعرف بأخلاقه العالية كل هذا جعله يكون أحد أفضل المدافعين في تونس على مر التاريخ حيث ترك بصمته على صعيد المنتخب عندما شارك في كأسي العالم 1998 و2002... كلام كثير يمكن أن يقال على هذا اللاعب الرمز الذي اخترناه ليحدثنا على مباراة الأهلي والترجي بحكم خبرته وتجربته الواسعة ومعرفته بأدق تفاصيل الأحمر والأصفر. كيف تلوح لك مباراة الأحد بين الترجي والأهلي؟ المباراة تبقى صعبة بكل المقاييس خاصة من الناحية النفسية والذهنية بالنظر إلى قيمة الرهان ولكن بالرغم من كل ما قيل يبقى الترجي قادرا على قلب كل التوقعات معتمدا على عنفوان شبانه وطموحهم الكبير، فالحافز الذي يحرّك لاعبي الترجي في الوقت الحالي كبير جدا وبالتالي ننتظر منهم ردة فعل قوية. هناك من تحدث على أن الترجي تجنّب هزيمة كارثية في لقاء الذهاب فكيف تقيّم أنت تلك المباراة؟ علينا أن نكون واقعيين الترجي لم يقدّم مباراة قوية بحكم عدة ظروف أثرت في السير العام للقاء الذهاب، لكن ما لا يعلمه الكثيرون هو أن الترجي لا ينهزم بنتيجة ثقيلة أبدا وفريق في حجم وعراقة وتاريخ الترجي لا يقبل مثل تلك «الإهانة» الكروية فالكبار لا يسقطون بالضربة القاضية. ما هو تقييمك لأداء دفاع الترجي وهل صحيح أنه يمثل نقطة ضعف الفريق في الوقت الحالي؟ الملاحظة البارزة أن دفاع الترجي لم يشهد الاستقرار من حيث اللاعبين الموجودين خاصة في محور الدفاع، فثنائي المحور تغيّر مقارنة بالسنة الماضية حيث كان يلعب كل من العابدي والدربالي ثم التحق بن يوسف والآن انضم إليهم الهيشري وبن منصور وبالتالي لا يمكن أن نحكم بالسلب أو الإيجاب على عناصر لم تعرف الاستقرار، الملاحظة الثانية هي أن الدفاع لم يقبل أهدافا كثيرة إلى حد الآن ما يعني أن الأداء في تحسن مطرد. هل تعتقد أن الهيشري قدّم ما هو مطلوب منه إلى حد الآن؟ وليد الهيشري لم يمض على قدومه للترجي ستة أشهر لكن وبالنظر إلى هذه الفترة الوجيزة يمكن أن نقول إنه نجح كمرحلة أولى في أداء ما عليه لكن في المقابل لديه بعض النقائص وبعض النقاط التي تتطلب المراجعة خاصة على مستوى التركيز أكثر حتى تكون تدخلاته بأكثر ثبات من دون ارتكاب الأخطاء، ثم عليه أن يتميز بقوة شخصية أكبر تجعله يقود زملاءه داخل الميدان ويوجههم وهي من الخصال المطلوبة في المدافع الناجح. ولا ننسى أن في مثل هذه المباريات مثل مباراة الأهلي يمكن للمدافع أن يعطي دفعا معنويا مهما لزملائه عندما يكون قوي الشخصية الهيشري عليه أن يؤدي بنفس الأداء الذي قدمه في الذهاب خاصة في قطع الكرات العالية لكن عليه التفطن أكثر للكرات الأرضية في العمق وعمليات التقاطع في الأمتار الأخيرة بين مهاجمي الأهلي. من هو الثنائي الأقدر على قيادة دفاع الترجي في مباراة الأحد حسب رأيك؟ بالنظر للجاهزية الحالية تبقى الأولوية في البداية لوليد الهيشري وشخصيا أعتقد أن وليد بن منصور مدافع قوي جدا وأتوقع أن يكون في قادم السنوات من أفضل المدافعين في تونس ولا ننسى أنه يتميز بخاصية اللعب بالرجل اليسرى، وهو مشروع ظهير أيسر كبير. الاختيار في هذه النقطة بالذات يبقى لفوزي البنزرتي لأن تحديد التشكيلة الأساسية تفرضه معطيات أخرى وهي حقيقة لا يعرفها إلا المدرب فهو الأقرب للمجموعة. صيام بن يوسف كذلك يملك مؤهلات محترمة وقد يفضل البنزرتي إعادته للمحور خاصة إذا ما لعب بتكتيك مختلف عن لقاء الذهاب. على ذكر التكتيك ما هي الخطة الأنسب لينجح الترجي في مباراته مساء الأحد؟ الخطة التكتيكية تتجدد وفق معطيات ومجريات التحضير في هذا الأسبوع فالأكيد أن هناك معطيات جديدة ستتغير وسيأخذها المدرب فوزي البنزرتي بعين الاعتبار في هذه المباراة. ويمكن القول إنّ البداية تكون بتجاوز أخطاء الذهاب بمعنى محاولة تمويل مايكل بالكرات ومساندته حتى لا يكون معزولا وسط دفاع الأهلي، ثم العمل على تقريب الخطوط من بعضها البعض لتقليص المسافات على المنافس والضغط عليه وهنا ينتظر الثنائي الدراجي والقربي عمل كبير... في اعتقادي الشخصي أن مباراة العودة سيصنع فيها المدرب فوزي البنزرتي الفارق بفضل خبرته فهناك بعض الجزئيات الفنية التي يمكن أن تقلب الموازين ويستطيع مدرب الترجي التفطن إليها عن طريق قراءة جيدة لظروف ومعطيات لقاء الذهاب.