جاء يسألني عما إذا كانت «الشيشة» المناسبة في المقهى المناسب والمقهى المناسب في المكان المناسب؟ وكأن الرجل يظن أنني «مكتب العلاقة مع الشيشة» قلت له إن الأمور في هذا الشأن كلها نسبية وكل ما أعرفه أن للشيشة عشاقها وأحباءها حتى وإن كان «المعسل» مرّا حنظلا وحارا فلفلا. «وجيراكه» قاتلا. ومن الحب ما قتل. قال: جئتك باحثا عن جواب «معسّل» لهذا السؤال المر.قلت هات. قال: دخلت منتزها لأتنزه فوجدت في منطلق مسلكه الصحي مقهى ولم أجد فيه العصافير تزقزق وإنما رأيت أسراب الشيشة تزقزق. وتغرّد وتغرغر في المقهى وخارجه وأعشاشها في الصدور . تركت المنتزه وقصدت حديقة عمومية كبيرة فوجدت بها مقهى أكبر من الحديقة نفسها. إنها حديقة هجرتها الطيور وعششت فيها الشيشة وعدت فرحا مسرورا منها الى إحدى محطات البنزين لشحن السيارة بما كتب فوجدت المحطة قد تحولت هي الأخرى الى مقهى أكبر من المحطة نفسها وبها تعشش الشيشة ايضا. وما أكثر مقاهي البنزين وبنزين المقاهي وبنزنة التنفس الصحي. قلت أظنك جئت تسألني لماذا لا يوجد مكان خاص لغير المدخنين في المنتزهات والحدائق ومحطات البنزين؟ قال: لا وإنما جئتك سائلا عما إذا أبرمت نار الشيشة معاهدة صلح وصداقة مع اشجار المنتزهات والحدائق والبنزين؟ قلت: أطلب 198.