أكثر من ثلاثين عاما قضاها المسرحي يوسف حميد في عاصمة الأنوار باريس بين المسرح والسينما والتلفزة إذ شارك في عشرات الأعمال التلفزية على القنوات الفرنسية الى جانب أشهر المسارح الفرنسية. في مقابل حضوره الفرنسي غاب يوسف حميد عن الأعمال والمهرجانات التونسية وقد التقته «الشروق» في العاصمة الفرنسية باريس في هذا الحوار. ماهي مشاريعك الجديدة؟ لي شريط سينمائي طويل بعنوان «القدر المسروق» سنصوّره مع كلوديا كردينال وسيكون التصوير في شهر مارس. أمّا في المسرح فلي عملان «عرّست بالفاكس طلقوني بالتليفون» وسأقدمها في تونس قريبا والمسرحية الثانية بعنوان «دموع فاطمة من خلال ابتسامة الجوكندا» وهذه المسرحية أريد تقديمها مع ممثلين تونسيين في تونس. طال غيابك عن تونس لماذا؟ نعم، سنة 1985 قدّمت عملا في مهرجان قابس الدولي مع سعاد حميدو وثريا السهيلي وعام 1989 قدّمت مسرحية في مهرجان الحمامات الدولي بعنوان «لولا بنت الحولا» وعام 1990 قدمت «السندباد» وعام 1996 قدمت مسرحية أخرى بعنوان «مدام دي لوفر» في مهرجان حلق الوادي وهذا كان آخر لقاء لي مع الجمهور التونسي. متى جئت الى فرنسا؟ عام 1978 وصلت الى باريس لدراسة المسرح في المعهد العالي للفن المسرحي بعد تجربة أربع سنوات في الفرقة القارة بصفاقس بإدارة يوسف الرقيق مع توفيق عبد الهادي ومحمد اليانقي وعلي بن خلفة وغيرهم. كيف ترى الحضور الثقافي التونسي في باريس؟ الحضور التونسي مازال محدودا جدّا لغياب المركز الثقافي المتكامل كل منّا يحاول بامكانياته الذاتية، شخصيا لي خبرة طويلة وعلاقات واسعة في الوسط الفني الفرنسي أحاول من خلالهما مساعدة الفنانين التونسيين الشبان. أنا أكتب بالفرنسية بروح عربية لذلك ليس لي مشكلة مع الجمهور الذي يقبل على أعمالي وأرى شخصيا أن تأسيس مركز ثقافي تونسي في باريس ضرورة ملحّة يليق بسمعة تونس الثقافية، هناك دول عربية لها مراكز ثقافية مثلا سوريا ومصر والجزائر والعراق. فلماذا تغيب تونس في الوقت الذي يتواجد فيه عدد كبير من الفنانين والكتاب التونسيين في باريس وفي فرنسا بشكل عام. شخصيا طالبت بهذا ومازلت أطالب به من موقعي كفنان تونسي فلا ينقصنا شيء لانجاز هذا المشروع وقد تحدثت عن ضرورة بعث هذا المركز مع أغلب السفراء التونسيين الذين مرّوا بالعاصمة الفرنسية وأرجو أن يرى المشروع النور قريبا. لأنّ وجود مركز ثقافي تونسي في باريس ضروري لتقديم الوجه المستنير للثقافة التونسية. أنت تعمل باستمرار في الأعمال التلفزية الفرنسية، لماذا لا نراك في الأعمال التونسية؟ لم يقترح عليّ أحد أي دور، استدعاني مرة وحيدة رؤوف بن يغلان في عمله «حار وحلو» لكن لم نتفق على التفاصيل كانت تلك الدعوة هي الوحيدة التي وصلتني. كتبت مسلسلا باللهجة التونسية«سحسح اللّي يوحح» قصة أستاذ يغادر التدريس ويحترف التجارة وهذا المشروع أرجو تقديمه على احدى القنوات التلفزية التونسية. التقاه في باريس: نورالدين بالطيب