تونس الشروق فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي في اطار اجتماعها السنوي نظّمت أمس الأكاديمية الوطنية (الفرنسية) للطب ملتقى بيوم واحد بأحد نزل ضاحية قمرت حول محور «اللشمانية والسرطانات الجلدية»... وقد افتتح وزير الصحة السيد منذر الزنايدي هذا الملتقى صباح أمس بكلمة شملت الترحيب بضيوف تونس من الأكاديمية الفرنسية وكذلك الحضور التونسي، متمثّلا في عدد كبير من الأطباء التونسيين وعمداء كليات الطب والصيدلة بتونس... وشدّد الوزير على أهمية الروابط التاريخية والحالية بين تونسيين وفرنسيين في مجالات عديدة من الاختصاصات الطبية، مركّزا بالخصوص على ضرورة تدعيم التعاون العلمي الطبي والثقافي الذي قدّته مراحل عديدة من تاريخ البلدين... وحيّا السيد منذر الزنايدي، سمة تقاسم العلم التي تتميز بها الأكاديمية الفرنسية للطب. وللتذكير فإن الأكاديمية الفرنسية للطب تضمّ خمسة أطباء أساتذة تونسيين هم د. عمر الشاذلي ود. سعيد المستيري ود. سعاد اليعقوبي ود. الهادي بن معيز ود. نعيمة خروف ود. محمد الزريبي... من جهته قدّم د. سعيد المستيري الملتقى ضمن كلمة ترحيبية بالضيوف والحضور عموما، وقد تناول د. سعيد المستيري تاريخ الطب ببلادنا وفي فرنسا انطلاقا من اسهامات الأطباء العرب ورثة الطب والعلوم (والفلسفة) في اليونان...مركّزا على ان التبادل العلمي بين العرب وبقية حضارات وبلدان العالم كان حاضرا وقد أثّث هذا النهج سُبل التقدّم العلمي في مجالات الطب وغيره من العلوم... وكانت كلمة د. المستيري تعبيرا وكشفا عن أصول تليدة للطب العربي والتونسي من الرازي الى ابن الجزّار... الى غيرهما من أهل العلم والمعرفة في المجال الطبي، والذي ساير الطفرة الحضارية التي أمكن للعرب أن يضعوا بصمتهم العلمية خلالها... أما الدكتور عمر الشاذلي أول عميد لكلية الطب بتونس التي استحدثت سنوات قليلة بعد الاستقلال فقد كشف النقاب، عبر مداخلة موثّقة لتاريخ الطب في تونس ما قبل الحماية (الاستعمار الفرنسي) الى يومنا هذا... حيث كشفت الرسوم البيانية والجداول التي اعتمدها في مداخلته أن تونس (البلاد) لم يكن لها سنة 1858 سوى عشرين (20) طبيبا وكلّهم من الاجانب ينتمون الى عشر جنسيات... فيما كان الطب (أي التداوي) مختصرا في مستشفى الصادقية (عزيزة عثمانة الآن) وسوف ينتظر التونسيون سنة 1902 حتى يستحدث قسم للجراحة في مستشفى الصادقية... الى أن تحيلنا الأرقام الى سنة 1971 لتشهد تونس أول شهادة في الطب من كلية الطب بتونس ولتشهد سنة 1973 أول امتحان ضمن الكلية لشهادة التبريز في الطب. بدت المداخلات في تناغم وتناسق بين المتدخلين الفرنسيين والتونسيين من ذلك ان الاستاذ «جاك لوي بينيه» Pr. Jacques-Louis Binet والاستاذ روجيه هنريان Pr. Roger Henrion رئيس الأكاديمية الفرنسية للطب، شددا على أهمية الروابط بين المشهدين الطبيين في تونسوفرنسا من حيث التعاون والتبادل العلمي والبحثي...