كثّفت سلطات الاحتلال الاسرائيلي استعداداتها للمواجهة القادمة في الشمال ضد «حزب الله» أو سوريا أو في الجنوب ضدّ حركة «حماس» وربّما لشن عدوان على الجبهتين معا حيث يتدرّب جنود الاحتلال على حرب العصابات وتعمل ا لجبهة الداخلية على تهيئة الاسرائيليين لحرب غير تقليدية. فبالاضافة الى لغة التهديد التي يعتمدها المسؤولون الصهاينة على المستويين السياسي والأمني بسحق لبنان أو «حماس» في أي مواجهة قادمة تعكف حكومة الاحتلال على القيام بخطوات على الأرض استعدادا لهذه المواجهة. تدريبات شاقة وذكرت مصادر عسكرية صهيونية أن «وحدة ايغوز» في جيش الاحتلال (وحدة شجرة الجوز) أنهت تدريبات عسكرية مكثفة في جبال الكرمل القريبة من مدينة حيفا، حيث تدرب الجنود لمدة أسبوع على مواجهة عناصر «حزب الله» خلال الحرب القادمة. ووفقا لموقع صحيفة «يديعوت احرونوت» التي نشرت النبأ، فقد بقي الجنود لمدة يومين بدون نوم وتدربوا تحت أشعة الشمس حيث وصلت درجة الحرارة الى 30 درجة، وتم تحميل جنود الوحدة عبءا ثقيلا على ظهورهم، كما تم خلال التدريبات تفجير عبوة ناسفة وهمية بين الجنود حيث قام الجنود بحمل المصابين على أكتافهم.ووفقا للمصادر العسكرية، فإن الوحدة تدربت على القتال وجها لوجه مع عناصر من «حزب الله». وقال قائد وحدة ( ايغوز) العقيد شلومي إن التدريبات تمت على قاعدة أن مقاتلي عناصر «حزب الله» سيحاولون التهرّب من مواجهة الجنود الإسرائيليين وجها لوجه. وحسب أقوال شلومي، فإن مقاتلي «حزب الله» يلفون أجسادهم بالعبوات الناسفة ويحملون الصواريخ وذلك لكي يتهربوا من مقاتلة جنود وحدة «ايغوز» وجها لوجه حسب زعمه. استعدادات داخلية وبالتوازي مع هذه التدريبات قامت الجبهة الداخلية بتوزيع الكمامات الواقية على جميع الاسرائيليين رغم التكلفة العالية لهذه العملية. وفي السياق ذاته كشف تقرير أعدّه التلفزيون الاسرائيلي عن ارساء أسس بناء أكبر مستشفى تحت الارض في العالم سيُقام في حيفا لخدمة احتياجات حالات الطوارئ وكواحدة من استخلاصات حرب لبنان. وأوضح مسؤولون في مستشفى «رمبام» في حيفا أنه تم الانتهاء من وضع أسس المستشفى الجديد في عملية دامت 36 ساعة متواصلة تم خلالها صب 7 آلاف متر مكعّب من الاسمنت المسلّح، ويمتد البناء الجديد على عمق 20 مترا بمحاذاة شاطئ البحر وهو بتمويل حكومي وتبرّعات يهود. وأشار المسؤولون الى أن المبنى سيستخدم في الايام العادية موقفا ضخما للسيارات بمساحة 60 ألف متر مربّع، وفي حالات الطوارئ سيتم اخلاء السيارات ويتحوّل الى مستشفى طوارئ ويتّسع لألفي سرير، وسينتهي بناء المستشفى الجديد بعد عامين. وجاء في التقرير أيضا ان قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال وزّعت الاكياس السوداء على السلطات المحلية، وحسب المعلومات المتوفرة فإن هذه الاكياس ستستعمل خلال الحرب في حال اندلاعها، للف الجثث، لأنه حسب التوقّعات الاسرائيلية الرسمية فإن عددا كبيرا من الاسرائيليين في العمق سيصابون خلال الحرب.