أصدرت وزارة التربية منذ حوالي أربع سنوات قرارا يقضي بإعطاء الرحلات المدرسية العناية التي تستحقها وذلك نظرا للفوائد الجمة التي تحصل للتلاميذ إثر الزيارات الميدانية التي يقومون بها كما تساهم في إثراء محتوى الدروس داخل الفصل لاسيما في حصص التاريخ والجغرافيا والايقاظ العلمي فوجب على كل مؤسسة تعليمية تنظيم رحلة مدرسية كل ثلاثية وذلك بتنويع الوجهات والمواقع بما يسمح للتلاميذ بالتعرف على الحضارات التي تعاقبت على بلادنا خاصة عند زيارة المتاحف والمواقع الاثرية إلا أنه رغم أهمية هذا الاجراء لم يتم تجسيمه بالشكل المطلوب الى حدود السنة الدراسية 2009/2010 لعدة أسباب من أهمها أسباب مادية حالت دون تنفيذ البرنامج وجعلت المدرسة عاجزة عن توفير وسائل النقل الضرورية مثل الحافلات. وأمام هذا تمسكت وزارة التربية بمشروعها وحرصها على تنفيذه فقامت بشراء 30 حافلة بقيمة 8 مليون دينار لتوزع على كافة المندوبيات الجهوية حتى يتم استغلالها على الوجه الحسن والمطلوب فبعد استكمال جميع الاجراءات الادارية تم توزيعها عشية أول أمس الجمعة على الادارات المعنية في موكب بهيج بالحي الرياضي 7 نوفمبر بمدينة رادس تحت إشراف السيد حاتم بن سالم وزير التربية وبحضور عدد هام من الاطارات التربوية بالوزارة والمندوبين الجهويين للتربية وجمهور غفير من المربين والمربيات والتلاميذ وبهذا الاجراء الرائد سيتم العمل على مزيد دعم برنامج الرحلات وتكثيف الزيارات الميدانية وتوسيع نطاقها على أكبر عدد من التلاميذ ومن المتوقع أن يتضاعف عدد المستفيدين من الرحلات المنظمة للمتاحف والمواقع الاثرية والمدن الداخلية للبلاد والمقدر سنويا ب70 ألف تلميذ علما وأن الاعتمادات التي توفرها الوزارة لدعم البرنامج الوطني لزيارة مثل هذه المواقع والاماكن تبلغ 600 ألف دينار سنويا تنفق أساسا على تسوغ الحافلات.