لماذا لا يتم بعث مراكز إقامة بالمواقع الأثرية والمتاحف والمناطق المحمية؟ تونس - الصباح: تمثل المشاركة في الرحلات المدرسية والجامعية الهواية المفضلة للكثير من التلاميذ والطلبة خاصة خلال العطل المدرسية وعطل نهاية الأسبوع.. ولكن الكثير منهم يحرمون منها نظرا لمحدودية عدد البقاع المتوفرة بوسائل النقل التي ستقلهم إضافة إلى ارتفاع تكلفتها وخاصة إلى عدم تأمين وسيلة نقل توصلهم إلى مقرات سكناهم عند العودة في وقت متأخر من الليل.. ويحبذ جل رواد المدارس والجامعات الرحلات المنظمة نحو المواقع الأثرية والمتاحف والمناطق المحمية والجبلية والمنتزهات ولكنهم يعتبرون أن التوقيت المخصص لتلك الرحلات لا يعد كافيا.. إذ عادة ما تدوم الرحلة بعض الساعات وهم يقضون جلها ذهابا وإيابا في الحافلة وبالتالي فإنهم لا يستفيدون من تلك الفضاءات على النحو المطلوب.. وأكد لنا أحد المربين ولع التلاميذ بزيارة المواقع الأثرية والمتاحف والمعالم الدينية لكنه أشار في المقابل إلى محدودية إمكانيات الزيارة.. ولعل الملفت للانتباه والخطير في الآن نفسه على حد قوله هو أن العديد من التلاميذ وحتى الذين يزاولون دراستهم في المعاهد الثانوية لم يتخطوا بعد حدود المنطقة التي يقطنون بها فهم لا يعرفون عن بقية جهات الجمهورية غير ما يشاهدونه في وسائل الإعلام.. كما أن العديد من التلاميذ والطلبة يرغبون في أن تساهم مدارسهم ومعاهدهم وكلياتهم ودور الشباب أكثر من ذي قبل في تنظيم عدد أكبر من الرحلات نحو المواقع الأثرية على غرار بلاريجيا وقرطاج وشمتو ودقة وجيكتيس ونيابوليس ومكتريس وسبيطلة وتيبربو ماجيس وأوتيكا وأوذنة وكركوان وبوبوت.. أو نحو متاحف وخاصة متاحف باردو والجم ونابل وسوسةوقرطاج وشمتو والمهدية والنفيضة والكاف وجرجيس ومكنين ومتحف الفن الإسلامي برقادة ومتحف دار بن عبد الله بتونس ومتحف سيدي عمر عبادة بالقيروان ومتحف الفنون الشعبية بقابس والمتحف الأثري بكركوان والمتحف المسيحي بقرطاج ومتاحف الفنون الشعبية بالمنستير وجربة والمتحف الأثري بصفاقس والمتحف الأثري بسلقطة والمتحف الأثري بقفصة والمتحف الأثري بلمطة ومتحف الصحراء بدوز ومتحف دار الجلولي بصفاقس.. كما يشغف الكثير منهم بزيارة المعالم ويطالبون مؤسساتهم التربوية والجامعية بإيلاء اهتمام أكبر عند برمجة الرحلات للمعالم خاصة الجامع الكبير بالقيروان وضريح أبي زمعة البلوي وضريح سيدي عبيد بالقيروان وفسيفساء الأغالبة بالقيروان والجامع الكبير بسوسة أو رباط سوسة أو قلعة الحمامات أو قلعة قليبية أو رباط المنستير أو قصبة صفاقس أو البرج الكبير بالمهدية أو جامع فضلون بجربة أو برج غازي مصطفى بجربة أو جامع الزيتونة بتونس وعلى مقربة منه نجد تربة الباي وكلها معالم تستحق الزيارة. كما أن المناظر الطبيعية الخلابة.. من جبال.. وشلالات.. وغابات وارفة الظلال.. ومنتزهات ومحميات طبيعية تستهوي التلاميذ.. خاصة المحمية الطبيعية بجالطة الصغيرة والمحمية الطبيعية بماجن جبل شيطان والمحمية الطبيعية بمغارة الخفافيش بالهوارية والمحمية الطبيعية بجبل الخروفة والمحمية الطبيعية بمخثة دار فاطمة والمحمية الطبيعية بعين الزانة والمحمية الطبيعية بحديقة النباتات بتونس والمحمية الطبيعية بجزيرة شكلي والمحمية الطبيعية بسبخة الكلبية والمحمية الطبيعية بالتلة والمحمية الطبيعية بعين الشريشيرة والمحمية الطبيعية بخشم الكلب والمحمية الطبيعية بجبل السرج والمحمية الطبيعية بجبل التواي والمحمية الطبيعية بجزر الكنايس والمحمية الطبيعية بجبل بورملي. كما يمكن تنظيم رحلات إلى مسلك طريق الماء من زغوان إلى قرطاج أو إلى مسلك ببوش حمام بورقيبة أومسلك الجزر التونسية الذي يهدف إلى التعريف بالعادات والتقاليد والثراء الحضاري لمختلف الجزر الآهلة بتونس أومسلك الغابات أومسلك ذاكرة الأرض الذي يرمي إلى التعريف بتطور الكائنات الحية الحيوانية والنباتية بتونس من خلال المواقع الأثرية والمتاحف أومسلك الصحراء والواحات أو مسلك الزيتونة الذي يغطي مختلف غابات الزياتين بالشمال والوسط والجنوب. مراكز إقامة وتخييم لتأمين ظروف أفضل للرحلات المدرسية والجامعية يقترح العديد من التلاميذ والطلبة تكثيف عدد مراكز الإقامة والتخييم وبعث مراكز تقع على مقربة من المعالم الأثرية والمحميات الطبيعية لإيوائهم خلال الرحلات فعند توفر مثل هذه المراكز وعوضا عن تخصيص يوم وحيد للرحلة يصبح بالإمكان تنظيمها يوم السبت بعد انتهاء الدروس ويوم الأحد وبذلك سيكون لهم متسع من الوقت للاستفادة من الموقع الذي يقصدونه على النحو المطلوب.. ويذكر أنه منذ مطلع السنة الدراسية والجامعية الحالية تقرر تكثيف الرحلات ذات الأبعاد المعرفية والتثقيفية والترفيهية لفائدة التلاميذ والطلبة رغبة في تعريفهم بالمخزون الثقافي والحضاري الذي تزخر به مختلف جهات الجمهورية. وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن وزارة التربية والتكوين برمجت قرابة 4000 رحلة تقريبا لفائدة تلاميذ المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية خلال السنة الدراسية الجارية. كما أنه وبعد مراجعة برنامجي التاريخ والجغرافيا في المرحلة الابتدائية وتخصيص حصص للزيارات الميدانية تقرر تمكين آلاف التلاميذ من المشاركة في رحلات دراسية للإطلاع على المواقع التي يدرسونها عن كثب ومعاينتها. وللغرض تم ضبط عدد من المسالك لفائدة تلاميذ السنوات الخامسة والسادسة أساسي.. وتقرر تمتيع كل تلميذ يدرس في هذين المستويين بثلاث رحلات دراسية سنويا وبذلك يكون عدد الرحلات المنتظر تنظيمها خلال الموسم الدراسي (2008 2009) قرابة 60 ألف رحلة. كما تشير معطيات وزارة التربية والتكوين إلى أن قطاع الرحلات المدرسية شهد خلال السنة الدراسية الماضية تحسنا ملموسا وذلك من خلال الترفيع في عدد الرحلات المنجزة وتوزيعها على جميع جهات البلاد وترشيد مسالكها وتعميق أهدافها حيث تم تنظيم حوالي 5 ألاف رحلة استفاد من برامجها التعليمية والتثقيفية والتكوينية نحو 220 ألف تلميذ. أما على مستوى التعليم العالي فقد تكثفت جهود الكليات والمعاهد العليا والبيتات الجامعية والمراكز الثقافية الجامعية لتأمين عدد أكبر من الرحلات استجابة لانتظارات الطلبة.. ولكن وخلافا للرحلات المدرسية فإن تكاليف الرحلات الجامعية تبقى مرتفعة وتتجاوز امكانيات الطالب.