شاءت الصدف في بحر هذا الأسبوع وتحديدا يوم الجمعة الماضي أن تصلنا نسخة من الكتاب الذي ألفه الفرنسي «باسكال بونيفاس» والذي خصصه للاعب الفرنسي الشهير «تيري هنري» ولكن هذا الكتاب لا يتعلق بمسيرة هداف المنتخب الفرنسي وأحد أبرز اللاعبين في تاريخ الكرة الفرنسية وفي تاريخ فريق أرسنال الانقليزي سابقا وإنما الكتاب الذي يحتوي على 119 صفحة كاملة يتعلق بلمسة اليد التي رشحت منتخب «الديكة» إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010 على حساب منتخب ارلندا والتي كان هنري صاحبها. لم يكن بالإمكان أن يصلنا هذا الكتاب دون أن نغفل ربطه بهدف النيجيري مايكل إينرامو أمام الأهلي المصري والذي اقتلع من خلاله الترجي بطاقة التأهل إلى نهائي رابطة الأبطال الإفريقية فقد رصدنا أهم ما جاء في هذا الكتاب فخرجنا بالمعطيات والاستنتاجات التالية: جوزاف بلاتر: اللاعب ليس مطالبا بإعلام الحكم بلمسه للكرة باليد جوزاف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم والذي مارس هذه اللعبة في سويسرا (بين 1948 و1971) عبّر عن موقفه من لمسة اليد التي أقدم عليها تيري هنري في الصفحة 16 من هذا الكتاب بكل صراحة ووضوح عندما قال: اللاعب تيري هنري كان أمينا عندما اعترف بلمسه للكرة باليد ولكن ليس من دوره الذهاب إلى حكم المقابلة وإخباره بأنه لمس الكرة بيده...». وهوالموقف الأبرز في ثنايا هذا الكتاب وهو ما فعله مهاجم الترجي الذي اعترف بلمس الكرة بيده مباشرة بعد انتهاء المقابلة ولكن في المقابل لم يكن بإمكانه التوجه نحو الحكم «لامبتي» وإخباره بذلك أثناء المقابلة. قائد منتخب إيرلندا يلوم رفاقه... وبرنامج مصري يلوم لاعبي الأهلي لاحظنا كذلك خلال تصفحنا لهذا الكتاب الموقف الذي اتخذه قائد منتخب إيرلندا «روبي كين» الذي كان حازما إلى أبعد الحدود (ص72 من الكتاب) عندما توجه باللوم تجاه رفاقه من المدافعين وكذلك حارس المرمى وتوجه نحوهم بالسؤال: كيف يمكنهم ترك هنري طليقا بتلك الطريقة داخل مناطق الجزاء دون فرض رقابة عليه؟ وفي هذا الصدد قد يلتقي هذا الموقف مع ما أورده برنامج تلفزيوني مصري اسمه «ستاد زمان» وقع بثه يوم الجمعة الماضي حيث ورد على لسان مقدمه: «النادي الأهلي انهزم في مصر بنسبة 60٪ عندما اكتفى بالفوز بنتيجة هدفين لهدف واحد وسمح للدراجي بتسجيل هدف تذليل الفارق بالإضافة إلى بعض الأخطاء الأخرى في مقابلة الإياب وفي مقدمتها الخطأ المجاني الذي ارتكبه محمد بركات على حساب خالد القربي...». التحكيم: يوم لك ويوم عليك بيّن الكاتب في الصفحة 68 أن الأخطاء التحكيمية قد تكون لفائدة فريق معين كما بإمكانها أن تكون كذلك ضدّه بدليل أن المنتخب الإيرلندي الذي انسحب أمام المنتخب الفرنسي يوم 18نوفمبر 2009 بفضل لمسة اليد التي أقدم عليها تيري هنري كان قد استفاد في السابق من الأخطاء التحكيمية وتحديدا يوم 11 فيفري 2009 عندما احتسب الحكم ضربة جزاء «خيالية» لفائدة قائد المنتخب الإيرلندي «روبي كين» وذلك أمام منتخب جورجيا الذي كان متقدما بهدف لصفر إلى حدود الدقيقة 72. والأمر نفسه حدث مع فريق الأهلي المصري عندما استفاد من مقابلة الذهاب بعد أن تم احتساب الهدف الأول للفريق المصري بالرغم من أنه كان مسبوقا بلمسة يد عن طريق اللاعب محمد فضل... وذكر الكاتب في هذا الصدد بالعديد من الأهداف المثيرة التي تم احتسابها في السابق على غرار هدف مارادونا أمام انقلترا في مونديال 1986 بالمكسيك وهدف الألماني «براهم» أمام الأرجنتين في مونديال إيطاليا 1990 وهدف الانقليزي «هيرست» أمام الألمان في مونديال 1966 والطريقة التي ترشحت بها كوريا الجنوبية في مونديال 2002... فرنسوا بايرو لن يتم إعادة المقابلة إلا إذا كنا في عالم المثل أورد الكاتب أيضا أحد أكثر المواقف اتزانا في الصفحة (19) من الكتاب والخاص بفرنسوا بايرو عندما قال: «لو كنا في عالم مثالي (على طريقة المدينة الفاضلة للفيلسوف اليوناني أفلاطون) لطالبت بإعادة المقابلة لكننا لسنا في عالم المثل...». أي أن لمسة اليد التي أقدم عليها تيري هنري أمام ايرلندا أو مايكل أمام الأهلي تدخل في نطاق اللعبة وليس بالإمكان إعادة مثل هذه المقابلات ويكفي هنا أن نذكر بمثال واضح وقع في مصر: خلال موسم 19781979 استنجد لاعبو الاسماعيلي المصري بلاعب الزمالك علي خليل الذي هزت تسديدته الشباك الجانبية لفريق الاسماعيلي فاحتسب الحكم أحمد بلال هذا الهدف قبل أن يطلب لاعبو الاسماعيلي من صاحب الهدف أن يخبر الحكم بالحقيقة فكان أمينا وأخبر الحكم بعدم شرعية ذلك الهدف... ولكن اليوم يبدو الأمر مختلفا جدا فمحمد فضل صاحب الهدف الأول لفريق الأهلي أمام الترجي في مقابلة الذهاب سجل بيده وأطلق العنان لفرحة عارمة بل وسجد شكرا لله.. وهنا تفهم جيدا معنى الكلام الذي قاله فرنسوا بايرو «لسنا في عالم المثل».