تعيش تونس هذه الايام على ايقاع فعاليات أيام قرطاج السينمائية في دورتها الثالثة والعشرين. ثلاثة أفلام تمثل تونس في المسابقة الرسمية للافلام الطويلة، وهي «النخيل الجريح» لعبد اللطيف بن عمّار و«آخر ديسمبر» لمعز كمّون، و«يوميات احتضار» لعايدة بن علية. الفنان الممثل توفيق البحري موجود ويقوم بأدوار مهمة ورئيسية في الفيلمين الاولين «النخيل الجريح» و«آخر ديسمبر». لهذا الحضور البارز اخترناه ليكون ضيفنا وحاورناه حول تجربته في هذين الفيلمين، وعلاقته بالسينما عموما... حاوره المنصف بن عمر توفيق، تعتبر محظوظا باعتبار أنك حاضر في فيلمين بالمسابقة الرسمية؟ الشكر لله أولا، فهذا توفيق منه، صحيح اعتبر نفسي محظوظا بحضوري في المسابقة الرسمية، الواحد منا يتمنى دائما ان يكون حاضرا في عمل يشارك في أيام قرطاج، فكيف وهو في المسابقة الرسمية بفيلمين. هل تتوقع فوز أحد الفيلمين بالتانيت الذهبي؟ أعتقد أن هذه المسألة سابقة لأوانها باعتبار أننا لم نشاهد كل الافلام المشاركة في المسابقة، لكن الثابت أن الافلام التونسية جديرة بالتتويج... وتبقى الكلمة الاخيرة للجنة التحكيم. وأنت، هل تنتظر جائزة؟ لا، شخصيا لا تهمني الجوائز بقدر ما يهمني تقديم عمل يليق بتجربتي وخبرتي ومسيرتي في هذا الميدان، يهمني رأي الناس، فإعجابهم بما أقدم هو في حد ذاته تتويج. على ذكر المسيرة، هذه الافلام ليست الاولى في مشوارك؟ لا، علاقتي بالسينما التونسية قديمة وتعود الى فيلم «فردة ولقات أخرى» للمخرج علي منصور، ثم فيلم «التحدي» اخراج عمار الخليفي، و«صمت القصور» لمفيدة التلاتلي، وفيلم «آخر فيلم» للنوري بوزيد... علاقة طيبة على ما يبدو تربطك بالسينما التونسية؟ هي علاقة فيها مد وجزر، أحيانا تكون جيدة جدا، وأحيانا لا نصيب لي في أفلامنا... هل هذا يعني أنه كان بالامكان أفضل مما كان؟ هذا صحيح فقياسا بسنوات العمل وتجربتي وعطائي رصيدي من الأفلام التونسية قليل نسبيا، لكن هذا اختيار المخرجين ولا يمكن أن أكون حاضرا في جميع الأفلام. والأفلام الاجنبية؟ لا، هذه علاقتي بها جيدة جدا فأنا عملت في الكثير من الأفلام والمسلسلات الاجنبية وهذا طبيعي. ما الذي تعيبه على السينما التونسية؟ لا يمكن الحديث عن سينما تونسية، بل أفلام تونسية، فنحن نفتقر الى صناعة سينمائية، وعموما ما يمكن قوله هو إذا كنا نريد بلوغ هذه المرحلة لابد من تكثيف الانتاج وهذه ليست مهمة وزارة الثقافة فقط بل أيضا الخواص من شركات انتاج ومؤسسات اقتصادية، لابد من الاقتناع بأن الفن يمكن أن يكون مربحا ماديا. تقريبا نفس الوضع في الانتاج الدرامي التلفزي؟ هذا صحيح، أعمالنا الدرامية، سواء كانت سينمائية أو تلفزية لا تشكو الا من قلة الانتاج، كثافة الانتاج هي التي تفرز الاعمال الجيّدة وهي التي تفتح أبواب الترويج خارج تونس. ما رأيك في ما يطرح في أفلامنا من مواضيع؟ شخصيا لا أؤمن بوجود موضوع جيد وآخر سيء، هناك طرح ومعالجة جيدة أو رديئة، كل المواضيع طرحت ولن نأتي بالجديد، لكن الابداع يكمن في الطرح والمعالجة الفنية. هل تتابع ما يعرض هذه الايام من الأفلام؟ طبعا، وبالخصوص أفلام المسابقة الرسمية وبعض الأفلام الاخرى التي تشكل الحدث، وبالمناسبة أنا لم أتحصل على شارة دخول... كيف ذلك؟ نعم، لم أتحصل لا على دعوة ولا على شارة دخول للقاعات على الرغم من مشاركتي في فيلمين ضمن المسابقة الرسمية فهل هذا معقول؟! ربما سهو، وحركة غير متعمدة؟ ربما، شخصيا لست في حاجة الى هذه البطاقة ولكن المسألة تدخل في باب احترام الفنان.