... حين تسوقك قدماك الى ذاك الشارع الطويل تشعر بالدفء في ليلة خريف انقشعت النجوم من سمائها لتستقر على أرضها فتخال نفسك لوهلة أنك في أحد الشوارع الباريسية تحتفي بأحد التظاهرات العالمية... وفجأة تستفيق على تمثال ابن خلدون شامخا في ذاك المكان حينها تتيقن أنك في أحد الشوارع التونسية ولست أمام قوس النصر في شان زيليزيه الفرنسية وإنما في شارع الحبيب بورقيبة التونسي الذي احتضن مساء السبت الماضي أشهر النجوم العربية والعالمية وأكبر الجماهير التونسية التي ساقها الفضول لمشاهدة نجوم السينما وهي تحتفي بليلة الفن السابع في إطار فعاليات الدورة 23 من أيام قرطاج السينمائية تلك هي أجواء الافتتاح التي انطلقت من وسط المدينة وانتهت في فضاء المسرح البلدي بتونس العاصمة. أمسية استثنائية في ليلة خريف 2010 سوف يدونها التاريخ ويذكرها الأجيال على مدى تعاقب دورات ايام قرطاج السينمائية... ومن أمام نزل أفريكا بالعاصمة مكان تجمّع تلك النجوم السينمائية تستقرّ عيناك على تلك الأضواء التي تسلل شعاعها من بين تلك الأغصان لتكشف عن أناقة هؤلاء الذين حضروا من كل مكان للاحتفاء بليالي السينما القرطاجية. جمهور النجوم إلهام شاهين ونور الشريف وخالد ابو النجا ويسرى وماجدة الرومي... نجوم حضروا من البلاد العربية مرّوا من ذلك المكان في تلك الليلة فاشرأبت لهم الأعناق والتفّ حولهم محبوهم من وراء تلك الأسوار الحديدية محاولين الظفر بتوقيع أو كلمة من نجومهم المفضلين ورغم ان الفرصة لم تتوفّر لهم الا ان الجمهور في تلك الليلة كان مكتفيا بالنظر الى مشاهير السينما وهم يتدرّجون نحو فضاء المسرح البلدي في موكب احتفالي وفي هالة اعلامية. تليق بمستوى التظاهرة. التنظيم كان محكما في تلك الليلة حيث خلا جانبا شارع الحبيب بورقيبة من السيارات وفسح المجال لجمهور الفن السابع ونجوم السينما حتى يتحرّكوا بأريحية دون فوضى أو اكتظاظ وحتى يتسنى للمعجبين مشاهدة تلك المشاهير بعيدا عن التدافع الذي عهدناه في مثل هذه المحافل. نظرات كان يحاول سرقة النظرات من بين الرؤوس حتى يتسنى له مشاهدة النجمة المصرية إلهام شاهين أمام نزل أفريكا بالعاصمة هو الشاب أحمد (طالب) اعتذر عن الحديث معنا حتى يرافق الفنانة إلهام شاهين بنظراته الى باب النزل. إنني اعشقها بجنون... انها ممثلة عظيمة جئت خصيصا لرؤيتها... وأعتبر نفسي محظوظا لأني رأيتها أخيرا مباشرة..». هكذا تحدث الشاب أحمد عندما غابت عن نظراته إلهام شاهين داخل النزل. انتظار سيدة أخرى كانت رابضة في نفس المكان قالت إنها تنتظر منذ ساعات وصول النجم نور الشريف لكن للأسف لم يصل الى حد الآن على حد تعبيرها. السيدة سمية أكدّت ان مصدرها موثوق منه وأن نور الشريف سوف يمرّ من هذا المكان وأكدت انها ستنتظره حتى الصباح، فهو الفنان الوحيد الذي تعشقه على حد تعبيرها فهو الذي أحبته في «دماء على الإسفلت» و«العار» و«الحاج متولي». كما صرّحت السيدة سمية. تركناها رابضة في نفس المكان وربما يستغرق انتظارها ساعات لأن نجمها وصل المسرح المسرح البلدي وهي لم تتفطن اليه. «مجنون» يسرى مجنون يسرى التونسي كما أراد تلقيب نفسه قال إنه لم ينعم بالنوم منذ ليلة الجمعة عندما قال له أحد الأصدقاء إن الممثلة يسرى سوف تحلّ بتونس ليلة السبت وبالتحديد في شارع الحبيب بورقيبة على حد تعبيره لذلك يقول «مجنون يسرى» جئت منذ الصباح الباكر وأنا أتجوّل بين تمثال ابن خلدون وساعة شارع بورقيبة حتى أتمكن من رؤية يسرى وأخيرا رأيتها تدخل من باب المسرح البلدي يوم مشهود بالنسبة لي سوف يدوّنه التاريخ لقد رأيت ملهمتي..». وخاب الأمل مجموعة من الفتيات جلسن على قارعة الطريق وكأنهن في انتظار شخص ما اقتربنا منهن للاستفسار عن سرّ ذاك الانتظار فقالت احداهن: وصلتنا بعض الأخبار ان الممثل أحمد السقا سوف يحضر الليلة فجئنا لرؤيته لكن الساعة تأخرت الآن وكل النجوم دخلوا لكننا لم نره..» وكانت المفاجأة سيئة عندما علمن انه لن يأتي فانتفضن من مكانهن وغادرنا في حيرة من أمرهن..». الأناقة والجاذبية لم تغادرا شارع الحبيب بورقيبة حتى بعد مغادرة النجوم الى داخل المسرح البلدي. وبقيت أضواؤه مشعّة على ذاك الستار الأحمر الذي مرّ من فوقه قبل حين عشرات النجوم.