سلّط القضاء البريطانيّ أخيرًا غرامةً بمبلغ 284 أورو على البريطانيّة ماري بال التي ضبطتها كاميروات الأمن وهي تضع قطّة حيّة في سلّة قمامة! جريمة نكراء طبعًا! ثارت بسببها ثائرة جمعيّات الدفاع عن حقوق الحيوان! وأنشأ بعض المناضلين القططيّين صفحة على ال«فايس بوك» عنوانها «الموت لماري بال»! داعين إلى محاكمة هذه المرأة بوصفها عدوّ القطط رقم واحد! في الفترة نفسها تقريبًا، تعمّد أحد الإرهابيّين الصهاينة دهسَ طفل فلسطينيّ بسيّارته...وشاهد الملايين الطفل وهو يُصدَم ويرتفع في الجوّ مثل الكرة...ثمّ شاهدوا الجلاّد يواصل طريقه وكأنّ شيئًا لم يكن وبراءة الجلاّدين في عينيه!! أمّا ما لم يشاهدوه فهو أبشع: فرقة عسكريّة تداهم بيت الطفل الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، وتعتقله بتهمة الهجوم على المستوطن، وتقدّمه إلى المحاكمة، فيُحكَمُ عليه بغرامة تفوق المبلغ الذي دفعته ماري بال جرّاء عبثها بالقطّة!! ماذا في وسعنا أن نقول أمام هذا العجب العجاب؟! وإذا كان لابدّ من قول شيء فهل نموء مثل القطط؟! هل ننبح مثل الكلاب؟! أم نسأل مفاوضنا العزيز المستعدّ للتنازل عن «مطالبنا التاريخيّة»، أن يقترح عوضًا عنها هذا المطلب الحيوانيّ المتواضع: المطالبة بالمساواة بين أطفالنا وذوات الأربع، مادمنا نعيش زمن الكلاب والقطط وما يتبع؟!!