ما حصل إلى حدّ الآن في الألعاب الأولمبية بالنسبة لرياضيينا غير مبرّر ولا يمكن أن نجد له تفسيرا بالنظر لما توفر لهؤلاء من امكانات وحوافز رئاسية يحسدنا عليها جيراننا. الاشكال الأول هو غياب الروح الأولمبية عن الرياضي التونسي. ففي مثل هذه الألعاب، هناك تحضير نفساني وذهني يدعم عزيمة الرياضي نفسه، أو ما نسميه «القليب» وحب العطاء، وهو أمر مؤلم حقا صدقني لو كنت مكانهم لخجلت من نفسي. تصور أن هناك من أعد الأولمبياد في أمريكا لمدة 6 أشهر، وغاب عن المراتب ال5 الأولى، وهو أمر غريب ثقتي الآن في عدائنا العبيدي الذي أكدت عليه ورجوته أن يقوم بالمستحيل لإنقاذ ماء الوجه ولمَ لا اصطياد منصة التتويج. ما يحزّ في نفسي إضافة لذلك، أنهم اصطحبوا في الطائرة حتى من لا علاقة له بالوفود، ومرة أخرى تجاهلوني، لكن ذلك والحمد للّه جنّبني مشاهدة هذه الخيبة. ما حدث غير معقول وتونس أكبر بكثير من هذه النتائج الهزيلة التي لا يمكن تبريرها. ** طارق ذياب كان بالإمكان أفضل مما كان خاصة على مستوى كرة القدم. فالترشح كان في المتناول خاصة لو فزنا أمام أستراليا. علينا النظر الى ما حدث من زاوية ايجابية وعدم الوقوع في أخطاء الماضي. الخيبة الكبرى جاءت مع الأسف مع الرياضات الفردية خاصة بعدما أنجزناه في الألعاب المتوسطية بتونس، والوعود التي صدرت عن البعض بأن تكون النتائج أفضل في الأولمبياد، لكن العكس هو الذي حدث، ولاحظنا تراجعا مذهلا. يجب مراجعة الأمور بسرعة واصلاح ما يمكن اصلاحه حتى لا تسقط كل المكاسب الماضية في الماء. ما قدمته الدولة للرياضة كان يمكن أن يكون حافزا، لكن مع الأسف، البعض فهم الأمور بالعكس وانطفأت شعلته مع ال100 ألف دينار التي حصل عليها في الألعاب المتوسطية. ** الأستاذ سهيل الصالحي (رئيس جامعة التايكواندو) فشلنا لم يفاجئني شخصيا وهنا أتحدث عما حدث (التايكواندو لم ينطلق بعد في منافساته) لأن مسؤولي الرياضة عندنا عملوا على أن يكون مستوانا عربيا ومغاربيا وافريقيا «فقط».. وكل ما تحصلنا عليه عرضيا هو من صنع الصدفة.. فلا خطط حكيمة وطويلة المدى ولا عمل حقيقي لصنع الأبطال فمثلا البطل الأولمبي عليك ان تكتشفه في سن العاشرة وتسهر عليه ثماني سنوات ليعطيك نتيجة في الثامنة عشرة.. وهذا قانون اللعبة وسرّ نجاحها.. أما أن «تحكّ راسك» وتنطلق في تحضير «بطل أولمبي» في مدة لا تتجاوز الأشهر فهذا خطأ كبير. سأحدثك عن شيء آخر لكن له صلة بموضوعنا.. كم تساوي ميزانية جامعة التايكواندو.. انها في حدود 140 مليونا.. ونحن لنا 3 أبطال سيمثلوننا في الأولمبياد.. فهل بهذا الرقم المالي نستطيع تجهيز ثلاثة أبطال فما بالك حين يكون هذا المبلغ موجها الى كامل المنتخبات والأصناف.. ولكافة المواعيد المحلية والاقليمية والعالمية. ** رشيد بوصرصار (الكرة الطائرة) كنا ننتظر أنيس الونيفي والملولي وربما مفاجأة في رياضة أخرى. لقد تمّ توفير تحضيرات متميزة، من يصل الى القمة لا يجب أن ينزل. هناك حدّ أدنى من المستوى لا يجب النزول تحته.. لا مقارنة بين التشجيعات الحالية وبين ما كان يحصل سابقا. منح رياضيينا أقوى من منح رياضيي الدول المتقدمة.. التجهيزات رائعة العناية كبيرة جدا والدورات التحضيرية ضد منتخبات عالمية.. التشجيعات عالمية والنتائج رديئة جدا. في بعض الاختصاصات نتكلّم أكثر من الفعل الحقيقي. المسؤولية لدى الرياضيين أنفسهم وهي مسألة عقلية. عقلية الرياضيين لم تساير جهود الدولة والتشجيعات الموجودة. عقلية الرياضيين هاوية.. في بعض الرياضات كان أملنا الدور الثاني.. لكن بالنسبة لبعض الرياضيين غير مقبول أن يخسر بطل العالم من الأدوار الأولى». ** عماد المسدي (كاتب عام النادي الصفاقسي) بالرغم أن كل ممهدات النجاح متوفرة وبالرغم من التشجيعات الرئاسية وغيرها وبالرغم من التجهيزات الرياضة المتوفرة فإن مشاركتنا في الألعاب الأولمبية بأثينا كانت محتشمة ونتائجنا لم تكن في مستوى الآمال المعلقة عليها سواء في الألعاب الجماعية أو الفردية وحسب اعتقادي يعود ذلك للاختيارات الفنية غير الصائبة والتي يجب مراجعتها فعملية انتقاء العناصر الدولية التي مثلت تونس في أثينا لم تخضع لمعايير موضوعية ومنطقية بالاضافة الى الاختبارات الفنية ولست أدري إن كان ذلك عن حسن نية أو سوء نية حتى لا أقول أن العاطفة هي التي طغت على هذه الاختيارات. وقد ظهر بالمكشوف أن التحضير النفساني والبسيكولوجي لم يكن على أحسن ما يرام والأفضل نسيان هذه المشاركة ومراجعة أنفسنا على جميع المستويات.