شاركت تونس ب23 رياضيا في الألعاب الاولمبية للشبان التي أقيمت مؤخرا بسنغافورة من 14 الى 26 أوت الماضي، وقد كان الوفد التونسي من أكبر الوفود العربية من حيث العدد، لكنه أقلها من حيث الحصيلة، فلم نستطع جني سوى ميدالية برونزية وحيدة تحصل عليها الشاب آدم حمام في رياضة تنس الطاولة. الكل ثمن هذه الخطوة في بدايتها باعتبارها ستمهد للمشاركة الأهم في أولمبياد لندن 2012 لأن المشاركين في ألعاب سنغافورة هم من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 سنة وبالتالي تبدو الفرصة متاحة أمامهم من أجل التطور واكتساب هامش كبير من التجربة... ولكن النتائج المخيبة غطت على كل هذه الايجابيات التي ذكرناها سابقا لأن الحصول على ميدالية وحيدة سيبقى دون مستوى طموحات بلد وظف كل طاقاته لخدمة الشبان خاصة من الرياضيين، كما أننا لم نتعود على مثل هذه الخيبات في الأصناف الشابة. بالمحصلة النتيجة كانت دون المأمول ويمكن وصفها بالمخيبة، ليس بالنظر الى ما حصل فقط بل بالنظر الى وقعها ومخلفاتها، على ما هو قادم من مواعيد تبقى مهمة بالنسبة للرياضيين التونسيين ونتحدث هنا بالأساس على الأولمبية بلندن 2012، التي نعلق عليها آمالا كبيرة من اجل اكتشاف بطل جديد، الاكيد أننا نرغب في أن يكرر الملولي، انجاز بيكين 2008 ولكن نطمح في ان لا نحصر انجازاتنا في حوض السياحة فقط وفي رياضي واحد. «الشروق» فتحت الملف وطرحت الأسئلة التي ظلت عالقة على أهل الاختصاص علنا نجد لها اجابات. كيف حصلت الخيبة؟ وكيف نتجاوز مخلفاتها؟ وأي حظ لنا في أولمبياد لندن 2012؟ محمد الهمامي السيد الهادي المحيرصي (رئيس جامعة الجيدو): غابت التحضيرات.. فغابت النتائج أهم عامل وراء هذا الفشل هو ان الترشحات لم تكن واضحة من البداية باعتبار ان هذه الدورة تقع مرة وهو ما يعني ان الرياضيين لم يقوموا بالتحضيرات اللازمة على عكس ما يحدث في أوروبا مثلا وبالنسبة لتونس فقد تم برمجة الألعاب المقبلة للشباب 2010 من طرف سلطة الإشراف والجامعات من أجل انجاح مهمة ممثلينا ومهما يكن من أمر فإن دورة سنغفورة شكلت فرصة لاختبار مستوانا الحقيقي والتفكير في وضع خطة محكمة حتى ننجح في مهمتنا خلال الألعاب المقبلة وحتى يكون ممثلونا جاهزين لألعاب 2014. ٭ فريد كعباشي السيد الحبيب الخذيري (مدير فني لجامعة التايكواندو): المصاريف صنعت الفارق صحيح ان هناك فشلا خلال ألعاب سنغفورة لكن بدرجات فمثلا رياضة التايكواندو تحصلت على المركز الخامس كما هو الشأن للاعبة التنس أنس الجابري على عكس مراتب تحصلت عليها رياضات أخرى كما أن المصاريف تختلف من رياضي الى آخر وكذلك إعدادهم حسب تواجدهم (حسب المكان في تونس أو خارجها) وعليه فإنه يتعين علينا القيام بمقارنة بين الرياضيين المتواجدين في تونس ونظرائهم في الخارج كما يتوجب علينا القيام بوقفة تأمل لتحديد موقعنا في العالم. الأستاذ ضو الشامخ (رئيس جامعة الملاكمة): خيبة لها أسباب هذه الخيبة لها عدة أسباب وهي: غياب العمل القاعدي في الأندية غياب إطارات متخصصة في تكوين الشبان غياب دعم المنتخبات الوطنية على مستوى الشبان (خاصة الأداني والأصاغر) وفي خصوص الحلول، فإني اقترح: القيام بوقفة تأمل ونقد ذاتي لتشخيص النقائص والأمراض التي تشكوها رياضتنا وذلك بإعداد العدة من الآن لرياضيينا الشبان خلال الألعاب الأولمبية 2014 والألعاب الصيفية 2016 لابدّ من العمل على تكوين مؤطرين يسهرون على تسيير الجامعات الرياضية. الجمهور: نتيجة لا تليق بسمعة البلاد خالفت المشاركة التونسية في الألعاب الأولمبية للشباب بسنغافورة كل التوقعات وخيّبت جميع الانتظارات وكانت الحصيلة كارثية باستثناء ميدالية برونزية يتيمة ظفر بها لاعب تنس الطاولة آدم حمام لكنها لم تكن كافية لحفظ ماء الوجه طالما أن سلطة الاشراف أنفقت الأموال وذلّلت الصعوبات وتجاوزت العراقيل في سبيل إعلاء راية تونس في تظاهرة يعتبرها العالم الدورة الأرقى على الاطلاق. «الشروق» نزلت الي الشارع ورصدت الآراء التي اختلفت بشأن هذه بين متهم للرياضات الجماعية التي حظيت باهتمام متزايد وعلى حساب هذه الرياضات وبين متفائل يعتبر أن هذه المشاركة ستكون مفيدة لاكتساب الخبرة الكافية قبل التظاهرات الرياضية الدولية القادمة وفي مقدمتها الألعاب الأولمبية بلندن عام 2012 فكانت كالتالي: وليد عياد الأكحل: لا للتهويل... «شخصيا أعتقد أنه ينبغي تجنّب التهويل لأن هذه المشاركة ستعود بعدة منافع على عناصرنا الوطنية حتى وإن لم تحصد سوى ميدالية وحيدة لكن لا بد من بذل مجهود أكبر وإجراء العديد من التربصات لكسب المزيد من الخبرة والثقة في النفس وسنجني بذلك ثمار هذا العمل في القريب العاجل وتحديدا في الألعاب الأولمبية بلندن عام 2012». أحمد مناعي: واقع رياضتنا لن يتغيّر «أعتقد أن الرياضات الفردية تفتقد الى الدعم والاحاطة فأنا شخصيا كنت شاهدا على اعتزال شقيقي محمد من رياضة الملاكمة بسبب الأوضاع المالية المزرية في هذا الاختصاص وذلك في ظل توجه الاهتمام برياضة كرة القدم والرياضات الجماعية ولذلك كان من الطبيعي أن تكون حصيلة مشاركتنا في سنغافورة هزيلة ومحتشمة وحتّى بالنسبة لألعاب لندن 2012 فإنني متشائم ولا أعتقد أن الواقع سيتغيّر خلال الآونة القادمة». عصام بن سليمان: نتيجة طبيعية لسياسة تهميش الرياضات الفردية «أظن أنه حان الوقت لمراجعة السياسات الرياضية بصفة عامة لأنه وقع تهميش كلي للرياضات الفردية فكان من الطبيعي أن تكون النتائج متواضعة واتضح للعيان أننا نفتقد الى كفاءات بإمكانها تكوين الرياضيين تكوينا علميا صحيحا». هاني الخميسي (لاعب كرة يد سابق): نفتقد الى المواهب في كل الرياضات «أعتقد أن أسباب هذا الفشل واضحة وجلية فنحن بصدد دفع ضريبة الاهتمام المتزايد بالرياضات الجماعية على حساب بقية الرياضات الأخرى وحتى الأندية الكبرى التي كانت تساهم في السابق في تحقيق نجاحات دولية باهرة من خلال تطعيمها للمنتخب الوطني بالعديد من العناصر المميزة لكن تراجعت هذه المساهمة لأسباب غامضة.. وبالنسبة للألعاب الأولمبية القادمة بلندن عام 2012 فإنني وللأسف الشديد غير متفائل لأنه بكل صراحة نفتقد الى وجود المواهب في مختلف الرياضات». وجدي وسلاتي: مراجعة شاملة وفورية «أظنّ أنه لا جدوى من الحديث الآن عن النتائج السلبية التي رافقت المشاركة التونسية وينبغي أن نراجع أنفسنا حتى نكون في أوج الجاهزية لمشاركة مشرقة في أولمبياد لندن». نزار جملي: الدعم المادي فحسب «أعتقد أنه لا بد من تدعيم الرياضات الفردية خاصة من الناحية المادية لأن هذا الدعم من شأنه أن يساهم في نجاح هذه الرياضات في التظاهرات الدولية».