أعلن المحامي العراقي بديع عزت عارف أمس عن دخول موكله طارق عزيز رفقة مسؤولين عراقيين آخرين في اضراب جوع احتجاجا على حكم الإعدام الصادر بحقّهم، مؤكدا أن عزيز يرفض استئناف القرار واصفا إياه ب «السياسي والجائر». وقال عارف إنه تلقى اتصالا هاتفيا صباح أمس من عائلة سعدون شاكر (وزير الداخلية السابق) حيث أكّدت أنه تم منعها من زيارته في السجن. استئناف على الحكم وأضاف أنه سيدفع باتجاه تقديم الاستئناف بحكم الإعدام الصادر بحقّ موكله على الرغم من طلب طارق عزيز بالامتناع عن ذلك موضحا أن الاستئناف حق من حقوق أيّ معتقل أو متّهم. وكشف النقاب عن تفاصيل وأسرار اللحظات الأخيرة في «محكمة نائب رئيس الوزراء العراقي السابق» مشيرا الى أن «القضاة الخمسة» غلب عليهم التوتر الشديد والعجلة والرهبة. وأبرز أن قاضيين على الأقل من فريق القضاة خالفا الإعدام. ولاحظ أن قرار إعدام طارق عزيز صدر في ذات اليوم الذي كان من المفترض ان يكشف النقاب فيه عن حزمة كبيرة ومهمة ضمن وثائق «ويكيليكس» وخاصة تلك المتعلقة بالحرب على العراق. ضحية ألاعيب سياسية واعتبر أن «الجمهوريين» في الولاياتالمتحدة حسموا توقيت اصدار الحكم لخدمة «أجنداتهم» في المنطقة العربية ولاحراج الديمقراطيين قبل الانتخابات الجزئية في أمريكا. وأكّد أن المناضل طارق عزيز يدفع ثمن صراع محموم في الكواليس بين الديمقراطيين والجمهوريين ذلك ان أسوأ دعاية يمكن أن تشاع في الولاياتالمتحدة ضدّ الديمقراطيين هي رعايتهم لاغتيال شخصية مسيحية بارزة جدا ومعروفة عالمية. وأضاف أن الحزب الجمهوري سيركز خلال حملته الانتخابية على أن الديمقراطيين سلموا طارق عزيز لحكومة المالكي وأنهم مسؤولون عن «محكمة هزلية» ستنتهي بتصفية شخصية مسيحية عربية مرموقة. وأشار في سياق آخر، الى أن جلسة النطق بالاعدام ضد عزيز ورفقائه كانت غريبة بكل المواصفات والمقاييس بما فيها تلك التي اعتادها المحامون خلال المحاكمات الجنائية لجميع أركان الحكم السابق. وأوضح أن التقاليد تتمثل في ابلاغ هيئات الدفاع قبل شهر أو شهرين على الأقل بموعد جلسة النطق بالحكم مشيرا الى أن المحكمة الجنائية تجاهلت هذا التقليد. وقال: لقد تم استدعاء المحامين في نفس يوم الجلسة خلافا للمألوف وجيء بهم على عجل وبسرعة لاصدار قرار الاعدام.