إعلام موجه للشباب ذلك هو عنوان المداخلة التي قدمها الزميل محمود الحرشاني مدير تحرير مجلة «مرآة الوسط» بمناسبة اليوم المفتوح الذي نظمه مؤخرا المركب الشبابي والثقافي سيدي بوزيد مع الاعلاميين وشباب نوادي الصحافة بالمؤسسات الشبابية بالجهة وجمع من المثقفين وطلبتي المعهد العالي للفنون والحرف والمعهد العالي للدراسات التكنولوجية. في هذه المداخلة بين المحاضر أن السنوات الأخيرة شهدت تعدّد وسائل الاعلام والاتصال في ظل الثورة التكنولوجية والرقمية الحديثة وهو ما يحتم طرح السؤال الهام أي موقع للشباب في هذه الوسائل الاتصالية والاعلامية وبأي لغة وبأي أسلوب تخاطب هذه الوسائل الشباب، وبين الزميل «الحرشاني» في مداخلته أن الشاب ظل سنوات عديدة يستهلك خطابا اعلاميا موجها لعموم الشرائح الاجتماعية ولا يحترم خصوصياته موضحا أن ذلك ولد جفوة بين الشباب ووسائل الاعلام التقليدية الذي لا يهمّه من الصحيفة إلاّ أخبار الرياضة وأخبار النجوم وأشار في هذا السياق الى قلة العناوين المتخصّصة في الصحافة المكتوبة التي تخاطب الشباب مشيرا الى أن المقارنة لا تصحّ أبدا بين هذه المجلات إن وجدت والمجلات التي تصدر في الغرب لفائدة الشباب وهو ما ولد شبه قطيعة بين الشباب في العالم العربي والمجلات والصحف المحسوبة عليه. ثم انتقل المحاضر في مداخلته الى الاعلام المسموع والمرئي من إذاعات وتلفزات وأشار الى بعض التجارب النجاحة ومنها إذاعة الشباب وقناة 21 في تونس، لكنه لاحظ أن المطلوب من هذه الوسائل أن لا تخاطب الشباب بلغة خشبية وأن تبتعد عن لغة الوعظ والارشاد التي يمجّها الشاب مشيرا الى تفتح هذه الوسائل على مضامين ومواضيع كانت تعدّ في حساب المحظورات مثل الحديث عن الجنس والمسائل العاطفية وغيرها من اهتمامات الشباب اليومية. كما أشار الى ما أحدثته الاذاعات الخاصة من نقلة نوعية في الاعلام الموجه للشباب إلا أنه غاب على هذه الاذاعات ما تعتمده من لغة هي مزيج بين العربية والفرنسية والدارجة والفصحى مؤكدا أن ذلك يهدّد قيم أساسية مثل الهوية والتعلق باللغة العربية التي هي من ثوابت الوطن والبلاد. وخصّص الزميل المحاضر في الجزء الأخير من مداخلته في الحديث على الصحافة الالكترونية والمواقع الاجتماعية مثل «الفايس بوك» وغيره ولاحظ أن الشباب وجد في هذه الوسائل البديلة المطلوبة لصحافة يريدها وينشئها بنفسه الى جانب ما تتيجه هذه الوسائل من كثافة في طرق الاتصال مع الآخر والابتعاد عن كل أنواع الرقابة والتخلص من المحظورات الى جانب اعتماد لغة وليدة لا هي بالغربية ولا هي بالفرنسية لا يفهمها إلا الشباب كأداة للتواصل بينهم في هذه المواقع. هذا وقد شهد هذا اللقاء حفل توقيع وتقديم لكتابه الجديد «قول على قول» وتمّت قراءة ورقة تقديمية لمضمون الكتاب كتبها الأستاذ الناقد محفوظ الزعيبي وتعرض فيها الى محتوى الكتاب الذي يُعنى بمقدمات الكتب وسبق لصاحبه أن قدمه كبرنامج اذاعي بإذاعة صفاقس سنة 2005 واحتوى على احدى عشرة حلقة.