اختتمت بعد ظهر أمس بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة اشغال المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية برئاسة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المرأة العربية وبحضور السيدات الاول ورئيسات وفود البلدان العربية المشاركات في المؤتمر وممثلي عديد المنظمات الاقليمية والدولية. وبعد الاستماع الى البيان الختامي للمؤتمر القت السيدة ليلى بن علي كلمة أكدت فيها بالخصوص أن تونس ستبقى داعمة للعمل العربي المشترك في كل الميادين حاضنة لقضايا المرأة العربية ولمشاغلها وتطلعاتها وجسرا مفتوحا على العالم للتفاعل الايجابي مع العصر ومع شتى الثقافات والحضارات. وفي ما يلي النص الكامل لهذه الكلمة : «بسم الله الرحمان الرحيم صاحبات السمو والفخامة والمعالي حضرات السيدات والسادة نختتم اليوم أشغال المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية الذي انعقد تحت شعار «المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة» والذي تناول بالبحث والنقاش دور المرأة العربية في الميدان التنموي باعتباره مجالا حيويا لإتاحة فرص متكافئة بين الرجل والمرأة وتحقيق المساواة والشراكة بينهما في مختلف مجالات العمل والإنتاج. ويسعدني بالمناسبة أن أعرب للسيدة الفاضلة سوزان مبارك عن أصدق مشاعر التقدير والامتنان لمبادرتها الأولى بتأسيس منظمتنا بالقاهرة سنة 2000 وللحيوية التي أضفتها على عملها لتنطلق في أداء دورها بكل ثبات واقتدار. كما يسعدني أن أتوجه بفائق الشكر والثناء إلى كل من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لما اتخذته من مبادرات محكمة في مجالات الشباب والإعلام والمرأة في المهجر والى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم ال خليفة لدعمها الموصول للمنظمة ولا سيما في إنشاء المكتبة الالكترونية للمرأة العربية والى جلالة الملكة رانيا العبد الله لمساهمتها الفعالة في وضع برامج المنظمة عند مرحلة التأسيس وربط عملها بالتكنولوجيات الحديثة. ويطيب لي أن أعرب في الآن نفسه لكل السيدات العربيات الأول عن فائق الشكر والثناء لمساندتهن المستمرة لنشاط المنظمة وإثرائهن لعملها وتعزيزهن لبرامجها. وأنوه بجهود السيدة ودودة بدران المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية وبمساهمات الفريق العلمي للمؤتمر وما تميز به عمل الجميع من عمق وإفادة. وأعرب كذلك عن بالغ الشكر لضيوف تونس الكرام وللنخب النيرة من الخبراء والخبيرات من البلدان العربية الشقيقة لما قدموه من أفكار قيمة في فعاليات هذا المؤتمر. وأود أن أشير بارتياح إلى الأسلوب المنهجي الذي طبع مختلف الجلسات العلمية وتناول المحور الأساسي للمؤتمر بكل أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية بما ساعدنا على إبراز الدور الكبير الذي تضطلع به المرأة العربية في مسيرة التنمية المستدامة وتكريس قيم المواطنة في مجتمعاتنا بين الرجال والنساء على حد سواء. ولا يفوتني في هذا المقام أن أشكر ممثلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية الذين واكبوا أعمال مؤتمرنا مثنية على التغطية الشاملة التي تابعوا بها مداولاته وعلى تعريفهم بمنظمة المرأة العربية وإبراز مساهمتها في تطوير أوضاع المرأة بمجتمعاتنا مشيدة خاصة بنقل وسائل الإعلام صورة منصفة عن المرأة العربية المعاصرة. ومن دواعي الفخر والاعتزاز أن منظمة المرأة العربية تتأهب اليوم لدخول العشرية الثانية من مسيرتها الفتية الموفقة بمكاسب وانجازات مشرفة ساهمتم جميعا في إعدادها وتحقيقها. وإننا مطالبون بمضاعفة الجهد لوضع لبنات جديدة في مسيرة هذه المنظمة ودفع المرأة العربية الى مزيد التحلي بروح الاجتهاد والإقدام للانخراط في الحياة النشيطة وكسب التجربة المطلوبة في مجال الاستثمار واستحداث المؤسسات ومواكبة مقتضيات التنمية الحديثة وما يعتريها من تحولات عميقة في أنماط العمل والتنظيم وفي وسائل التصرف والتمويل وفي أساليب الإنتاج والتصدير. لقد أثبتت المرأة العربية جدارتها بكل ثقة وتشجيع في ما أسند اليها من أدوار في الأسرة والمجتمع. وأقامت الدليل على أنها عنصر أساسي في خطط التنمية الوطنية سواء بالجهد البدني وسخاء البذل والعطاء أو بالنشاط الفكري وثقافة المبادرة والابتكار. ويظل تحسين أوضاع المرأة العربية انجازا يوميا مشتركا نابعا من فكر إصلاحي مستنير ومن واقع تحديثي أصيل. ونحن نتحمل جميعا مسؤولية تعزيز هذا الانجاز واستكمال مقوماته لتحقيق ما تصبو اليه مجتمعاتنا من تنمية عادلة وشاملة ومستدامة في إطار ما يتلاءم مع خصوصيات كل مجتمع وينسجم مع ظروفه وإمكانياته. لذلك ستسعى منظمة المرأة العربية الى الاستفادة مما طرح في هذا المؤتمر من توجهات وأفكار وتحويلها الى خطط عملية تسهم في تطوير أوضاع المرأة العربية وإثراء مكاسبها. وان المنظمة عازمة كذلك على متابعة ما صدر من توصيات في المؤتمرات السابقة حتى تضفي الشمولية والمصداقية على أعمالها وبرامجها. واذ نال تونس شرف استقبالكم وشرف احتضان المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية فإنها ستظل كما عهدتموها دائما أرض اللقاء والحوار والوفاق وبلدكم الذي يعتز بكم وبحضوركم ويسعد بزيارتكم ولقائكم. كما ستبقى تونس داعمة للعمل العربي المشترك في كل الميادين حاضنة لقضايا المرأة العربية ولمشاغلها وتطلعاتها وجسرا مفتوحا على العالم للتفاعل الايجابي مع العصر ومع شتى الثقافات والحضارات. صاحبات السمو والفخامة والمعالي حضرات السيدات والسادة أجدد لكم شكري وتقديري على مشاركتكم في إنجاح أشغال مؤتمرنا وحرصكم على أن تكون نتائجه في مستوى آمال المرأة العربية وطموحاتها. وأرجو من الله أن يوفقنا إلى تعزيز مسيرة منظمة المرأة العربية في ما تقوم به من أعمال وما تضعه من برامج حتى تسهم كل واحدة منا على قدر جهدها وموقعها في الارتقاء بمجتمعاتنا نحو المزيد من العدالة والمساواة والشراكة لتكون أقوى توازنا وتكاملا وأشد تماسكا وتضامنا وأفضل تقدما ونماء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».