«ما أكثر الكلاب حين تعدّها ولكنها في النابحات أنياب». هكذا هي الكلاب مهما ربيتها ودربتها وعلمتها الرقص على الموسيقى الكلاسيكية أو النباح على المزود ومهما دللتها وأطعمتها من البيتزا الملكية وبيض الحوت وحليب هُجّن الأمراء يبقى حنينها دوما الى تكسير العظام. ومهما تربعت على أفخر الصالونات وأرقاها أو على كراسي الدرجة الأولى في الطائرات يبقى حنينها دوما الى التمرّغ في التراب. ومهما سقيتها عسل النحل البريّ وعصير الورد وروح الأعناب. فذلك لن يطفئ ضمأها الى احتساء الدماء. معذرة على هذا الهراء حتى وإن كان صادقا والذي ما كنت لآتيه لو لم تحط بي رحلة التفكير في العراق. وتحديدا في المنطقة الخضراء، حيث انتظم ذات صائفة فائتة موكب عسكري مدجج بالسلاح بهيج واكبه أهل الملك هناك من المالكي الى الذي لا يملك شيئا. وتمّ خلاله تكريم أحد كلاب شمّ المتفجرات التي جيء بها من أمريكا بمناسبة ارتقاء هذا الكلب الى رتبة جينيرال لرهافة وقوة حاسة شمّه للألغام. وهكذا ولأول مرة في الدنيا وفي التاريخ نسمع بكلب جينيرال في الجيش. وفي أي جيش؟ إنه في الجيش العراقي الحديث. وا أسفاه. لا غرابة عندي إذا ما اعتلت الكلاب المناصب العليا مهما كانت منصّبة أو ناصبة أو منصوبة. وإنما من هذا الجينيرال الكلب المختص في شمّ الألغام المزروعة في الطرقات تحديدا كيف انسدت مناخره عن شم رائحة الألغام المزروعة في طريق تشكيل الحكومة العراقية خاصة وأنها من أنتن وأعفن الألغام المكشوفة ومن أعتى أسلحة الدمار الشامل فتكا وتدميرا بما تبقى في العراق. أو لم أقل لكم «الكلب يبقى كلبا حتى وإن كان عقيدا» في الجيش الأمريكي.