مرّ حدث وفاة فيلسوف قفصة الكبير المرحوم عبد الحميد الزاهي في تجاهل تام من اذاعة تونس الثقافية مؤكدة بذلك انها تتجاهل مثقفي تونس الاعماق احياء وأمواتا. لو كان الميت من العاصمة لأقامت له جنازة حامية أما لأن الميت من الأعماق حتى ولو كان اسمه عبد الحميد الزاهي فهو لا يعني شيئا بالنسبة الى هذه الاذاعة ولا لمنشطيها ولا حتى لادارتها. عبد الحميد الزاهي سقراط قفصة ونجم الملتقيات الادبية والثقافية على امتداد ثلاثة عقود يموت في صمت. صديق جون بول سارتر والبير كامي يموت ولا تقول عنه اذاعة تونس الثقافية كلمة أنا فعلا حزين لرحيل استاذي الذي درسني عبد الحميد الزاهي. تعلمت منه الخطابة والارتجال وحضور البديهة والانتصار للفن والحياة. يا أيها الزمان الرديء يموت عبد الحميد الزاهي ولا راد لقضاء الله ولكن ان تتجاهله الاذاعات وخصوصا الاذاعة الثقافية فهذا يزيد في حزن احبائه وتلامذته. لقد ظللت أحمل لعبد الحميد الزاهي دينا في عنقي الى ان توفرت لي فرصة دعوته الى مهرجان مرآة الوسط وتكريمه. التكريم الذي يستحقه وقال يومها انه ولد من جديد على أيدي أحد تلامذته وهو سوف لن ينسى هذا اليوم ابدا وقال مخاطبا الحضور جئتكم متكئا علىألمي لأقول ما يجيش به قلمي، شكرا لمحمود الحرشاني التلميذ الوفي وشكرا لمرآة الوسط التي أرى فيها الآن وجهي يزداد نضارة وشبابا بفضل هذه المبادرة السخية من مديرها الذي كان احد تلامذتي النجباء. أستاذي عبد الحميد الزاهي سوف تبقى في ذاكرتنا رمزا لا يتكرر حتى ولو تجاهلتك اذاعة تونس الثقافية. مدير ورئيس تحرير مجلة « مرآة الوسط »