بعرض للمطرب الشعبي الهادي حبوبة، أسدل أول أمس الاربعاء 18 أوت الجاري الستار عن فعاليات الدورة 26 لمهرجان صفاقس الدولي الذي كان قد انطلق يوم 14 جويلية الماضي ورفعت شعار «صيف 2004..معا يحلو السهر». صعود الهادي حبوبة على ركح سيدي منصور بصفاقس والذي كان بعد غياب ناهز ال15 عاما، شكل الحدث في سهرة الاختتام التي اجتهدت إدارة المهرجان في تأثيثها بعديد الفقرات التي جمعت بين ألعاب الفروسية وعروض لموسيقى الزنوج وغيرها من الفقرات الاستعراضية مع نقل مباشر لمقابلة الفريق الوطني لكرة القدم مع نظيره الجنوب إفريقي من خلال شاشات عملاقة تم تركيزها بالفضاء. ورغم حرارة الطقس التي كانت أول أمس استثنائية بمدينة صفاقس، إلا أن الهادي حبوبة مرفوقا، تمكن دفع الحضور للرقص على إيقاعاته الشعبية التي أمنتها مجموعة موسيقية ضخمة وبالي راقص ارتدت فيه الراقصات أزياء تقليدية فجمعن بين جمالية الشكل والحركة وضمن الفرجة لجمهور المهرجان. ولئن يجمع العارفون بالتراث الموسيقي على أن أهالي صفاقس يميلون أكثر لإيقاعات الحضرة والطبلة والزكرة القرقنية كموسيقى شعبية تدغدغد عمقهم وتحرك سواكنهم أكثر من غيرها من الأنماط الموسيقية الشعبية، إلا أن ما قدمه الهادي حبوبة من إيقاعات جمعت بين «عويشة» و»روح من السوق عمار» وغيرها من الأغاني التي اشتهر بها صاحب عرض «الزمياطي» حركت سواكن الحضور فتفاعلوا مع إيقاعاتها تفاعلا كبيرا وعفويا دعمتها أكثر رقصات الهادي حبوبة الذي وجد في التنظيم المحكم والديكور الخلاب مجالا أوسع للإبداع. الهادي حبوبة، الذي قدمه المنشط الاذاعي المتميز النوري الشعري بتعابير تليق بنجوميته وشعبيته، كسب الرهان في صفاقس التي استقبلته إذاعتها الجهوية بلقاء مباشر تحدث فيه عن تجربته الموسيقية الشعبية وأثنى فيه على حسن التنظيم والاستقبال.