سهرة الجمعة الماضي في قرطاج كانت سهرة الفن الشعبي بامتياز حيث حضرت كل مفردات هذه النوعية من ديكور وغناء وأزياء ورقص... هذه السهرة التي أثثها نجم الفن الشعبي المطرب الهادي حبوبة استقطبت أعدادا غفيرة من الجماهير جاءت لتستعيد ذكرياتها مع الهادي حبوبة في عرض «النوبة « . «الزمياطي» هو العنوان الذي اختاره الهادي حبوبة والكلمة لها علاقة بالسحر، وهو ما سعى اليه حبوبة، حيث عمل من أجل تقديمعرض ساحر وهو ما نجح فيه، حيث ارتقى الى مستوى فني رفيع. فرجة عرض «الزمياطي» يندرج ضمن العروض الفرجوية الضخمة مثل «النوبة» و»الحضرة» وعروض افتتاح الدورات السابقة للمهرجان لضمان الفرجة استعان الفنان الهادي حبوبة باكثر من 90 فردا بين عازفين وكورال وبالي رقص، هذا الى جانب التوظيف الجيد للاضاءة والديكور والمتممات الركحية. على الرغم من الدور الذي لعبته كل هذه العناصر في تحقيق الفرجة وعلى الرغم من الجهد الواضح الذي قام به مخرج العمل زياد الهاشمي في مقترحه الجمالي، فإن المحرك الرئيسي للعرض والركيزة الأساسية لهذه الفرجة كان الفنان الهادي حبوبة الذي صال وجال على الركح كما يحلو له وبحركات رشيقة، وجمالية في الرقص لا يقدر عليها غيره من الفنانين الشعبيين. لياقة الهادي حبوبة غنى على امتداد أكثر من ساعتين قدم خلالها أعماله القديمة والجديدة مثل «كيف بيتك» و»ذوق البلح» و»عويشة» و»حنة قولي الباباي» (تراث) وطبعا «الزمياطي» و»ماجبوك عرب يا مريم» وغيرها من الأغاني التي ألهبت المدارج والتي أظهر من خلالها المطرب الهادي حبوبة أنه نجم الأغنية الشعبية في الوقت الحاضر. لكن اذا كان حبوبة الركيزة الأساسية للعمل فإنه أعطى الفرصة للبراعم التي قدمها في اطار جميل هذا الى جانب الكوريغرافيا والحركات البهلوانية لتلاميذ المعهد الوطني لفنون السيرك التي شكلت اضافة في هذا العرض. المطرب الهادي حبوبة أثبت من خلال عرض «الزمياطي» أنه يتمتع بلياقة بدنية لا يستهان بها، وهو صانع فرجة من طراز رفيع.