في العرض الذي أثثه ليلة أول أمس بالكرم أكد الفنان لمين النهدي صاحب «السردوك» أنه ممثل كبير ومقتدر، يصنع الفرجة بحرفية متناهية، ويشد الجمهور إليه بفضل بديهته، وحضوره الذهني، وأدائه المتميز. وكما كان متوقعا حققت المسرحية إقبالا جماهيريا واسعا حيث اكتظّ الملعب البلدي بالكرم بالمتفرجين الذين جاؤوا من كل حدب وصوب رغم برمجة حدثين هامين ليلتها هما حفل جورج وسوف بقرطاج، والمباراة الودية في كرة القدم بين تونس وجنوب إفريقيا. نقطة الضعف الوحيدة مع الأسف كانت والحق يقال تراجع مردود «السردوك» الذي بدا باهتا، ومترهلا حيث تداخلت الكوميديا السمجة (التهكم على وردة الغضبان) مع المواقف الهزلية المعتادة مثل السيارة المعطبة، والرقص على أنغام الأغنية الشعبية، ويبدو أن «السردوك» تأثر فعلا بعامل الزمن، وبالتغييرات المفاجئة التي أحدثها لمين النهدي على المسرحية في الآونة الأخيرة. الجمهور كان حاضرا بأعداد غفيرة فاجأت هيئة مهرجان ليالي الأنس بالكرم نفسها، ولمين عانق الإبداع والروعة في أدائه، لكن شطحات «السردوك» وزلاته لم تعجب الكثيرين الذين رغم اعترافهم بالقدرات العالية لهذا الممثل في فن الاضحاك وبث البسمة في نفوس معجبيه يعيبون عليه الركون الى السهولة والحد من اندفاع «سردوكه» المشاكس.