غيّب الموت مساء يوم الخميس 4 نوفمبر 2010 الأستاذ الطاهر شريعة مؤسّس أيام قرطاج السينمائية، وفي الحقيقة هو لم يؤسّس تظاهرة سينمائية فحسب بل هو أسّس لرؤية سينمائية بديلة، وأسّس لحركة تسعى الى النهوض بالسينما العربية والافريقية وذلك كرد فعل وإجابة عن تشويه الصورة العربية في الأفلام الغربية. الراحل الطاهر شريعة تحول الى رمز في المشهد السينمائي التونسي.. وهذا لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة حتمية لما قام به الرجل من أجل السينما التونسية والعربية والافريقية، وبالعمل الذي أنجزه طيلة ستين سنة. ولد المرحوم الطاهر شريعة بمدينة صيادة يوم 5 جانفي 1927، وبدأت علاقته بالسينما في بداية الخمسينات من نادي السينما بصفاقس وتوطدت علاقته بالفن السابع الى أن ترأس مصلحة السينما بوزارة الثقافة مع أول وزير للثقافة الأستاذ الشاذلي القليبي بين 1962 و1965 وهي فترة كانت كافية ليولد حلم أيام قرطاج السينمائية ويكون الانجاز عام 1966 مع أول دورة لهذه التظاهرة. عن أيام قرطاج السينمائية يقول المؤسس: «كان حلمي أن يكون المهرجان دعوة مستمرة وحركة طويلة النفس في سبيل غايتين متوازيتين متكاملتين: الأولى هي تنشيط البيئة السينمائية وتوطيد مشاعر التآنس وسبل التعارف والتعاون بين الأفراد والجماعات عبر أقطار ولغات وثقافات مختلفة في العالمين الافريقي والعربي، أما الغاية الثانية من أيام قرطاج السينمائية فهي أن تكون موعدا للأذهان والضمائر فيه عبرة وتوعية متجددة». رحل أب ومؤسس أيام قرطاج السينمائية بعد أن كرّمته في دورتها الأخيرة (27 أكتوبر 2010)، رحل وهو يؤمن بأن السينما تفكير وفعل وجود.