ثلاثة وعشرون عاما مرّت على انبلاج فجر التغيير راكمت خلالها البلاد زحما كبيرا من المنجزات والمكاسب وتجذّر بها مشروع حضاري رائد وتجربة تنموية متفرّدة أشاد بها العالم استندت الى نظرة استشرافية للرئيس بن علي صانع المعجزة التونسية التي أنجزت ونفذت بعقول وسواعد وطنية انتهجت الوفاق والالتفاف حول مقاربات وفكر صانع التحوّل. رغم حجم المنجز كميّا ونوعيا ودرجة التطور والارتقاء التي عرفتها تونس بعد عقدين ونيف من الزمن، والتي أهلتها الى أن تكون في كوكبة البلدان الصاعدة التائقة الى الالتحاق بركب الدول المتقدمة، فإن لا أحد يمكن اليوم أن يزعم أن حركة النماء والتطوير التي ارتفع بناؤها قد اكتملت. وأن جهود الاصلاح والمصالحة قد استنفدت أغراضها وأهدافها. فحتى الرئيس بن علي، الذي جرت على يديه نعم التغيير ومنجزاته التي لا تحصى عددا، لا يخفي أن التغيير جهد يومي متواصل وأن تحدّيات كبيرة مازالت تعترض مسيرة الخير والنماء وجهود الاصلاح والتطوير، تفرض على الجميع الانخراط بقوة في خيارات التغيير ومقارباته التي جربت فصحت، ودعم الانسجام المجتمعي والوفاق السياسي لمغالبة الصعاب واستباقها بما يعزّز القدرة على التحكم فيها وإدارتها بعقلانية. وبما أن مسيرة البناء والتشييد ومبادرات الاصلاح والتطوير مازالت تحتاج إلى فترة أطول وجهود أكبر فإن الحاجة متأكدة الى التمسك بصانع مسيرة الخير وصاحب الفكر الاستشرافي الذي حمى البلاد وحصّنها. ولهذا كله نفهم سرّ التأييد الشعبي الواسع للرئيس بن علي وحملات المناشدة الصادرة عن كل أطياف المجتمع التونسي لدعوته لقبول مواصلة قيادة مسيرة التنمية الشاملة وتثبيت أركان جمهورية الغد وتحقيق كل الأهداف الوطنية.