وصل أمس الى العاصمة السورية وفد من حركة التحرير الفلسطينية برئاسة عزام الأحمد لعقد اجتماعات مع ممثلي حركة «حماس» لمتابعة البحث في المصالحة الفلسطينية، فيما عادت الاتهامات المتبادلة بين الطرفين لتلقي بظلالها على الجولة الثانية من المباحثات وقد تتسبّب في تأجيل المصالحة مرة أخرى. واستبقت قيادات فلسطينية الاجتماعات التي انطلقت مساء أمس، بقولها ان الأجواء ضبابية ولا تبشر بأن هناك آمالا كبيرة يمكن أن تعقد على هذه الجولة وأنه لن تحدث اختراقات مهمة في المسائل العالقة. الأمر معقّد... ولكن وقال مسؤول الخارج في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور ماهر طاهر في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية: «إن الأمل معقّد ومعقّد جدا لكن لا بد من التحرّك على مبدإ أن في الحركة بركة وعسى أن تحمل الاجتماعات خبرا الى الشعب الفلسطيني لأنه الأكثر تضرّرا من حالة الانقسام الحاد في الشارع الفلسطيني». ونقل ماهر عن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موقفه المتمسّك بضرورة إنهاء الاحتقان الذي تمرّ به الساحة الفلسطينية والتعجيل بالمصالحة. ومن جانبه قال سمير الرفاعي ممثل حركة «فتح» في سوريا «نأمل أن تكون هناك نتائج لهذه الجولة من الحوار رخاصة أن أبرز بند على جدول المحادثات هو إعادة الهيكل الأمني للأجهزة وفق رؤية وطنية». وبدوره أكد خالد عبد المجيد أمين سر تحالف قوى المعارضة الفلسطينية، أمله في أن «يحصل تقدم في هذا الملف الشائك الذي أضرّ بكل الشعب الفلسطيني لكن المؤشرات تدل على أنها جولة جديدة من جولات العلاقات العامة أو كسب الوقت والسبب هو أن الملف الأمني ليس بيد السلطة الفلسطينية». اتهامات وبعد؟ ويأتي هذا اللقاء بعد تبادل الطرفان الاتهامات بالتشدّد في المواقف وعدم امتلاك الإرادة السياسية للتوصل الى اتفاق ينهي الانقسام ويحقق المصالحة الفلسطينية. وفي هذا الاطار قال خالد عبد المجيد ان الاشكال الأكبر يكمن في كون «القرار في ما يخص الجانب الأمني ليس بيد السلطة الفلسطينية وإنما بيد اللجنة الأمنية التي يترأسها ميلر، كما أن لجنة أمنية يرأسها ضباط من مصر والأردن والامارات تلعب دورا في الملف وان بشكل غير مباشر» على حدّ تعبيره. وطالت الخلافات بين «فتح» و«حماس» قبل انطلاق الاجتماعات حتى في تسميتها حيث تطلق عليها «حماس» تسمية «جولة الحوار الحاسمة»، تصر «فتح» على لسان عزام الأحمد رئيس وفدها الى الاجتماع على تسميتها ب«لقاء معالجة الملاحظات على بند الأمن في ورقة المصالحة المصرية».