وحوار المصالحة الوطنية تنطلق جلساته في دمشق، بين الفرقاء الفلسطينيين، تمرّ اليوم الذكرى السادسة «لاغتيال» عرفات.. نستذكر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اليوم والقضية الفلسطينية تتعرض الى التصفية، ذلك ان إعلان «إسرائيل» عن مخطط لبناء ثمانمائة وحدة سكنية بالقدسالمحتلة (الجزء الشرقي من المدينة) يعني ان «إسرائيل» لا تتحدى الطرف الفلسطيني فحسب، بل هي ترمي عرض الحائط بقرارات الأمم المتعلقة بوضعية القدسالمحتلة، اضافة الى رفضها جهارا نهارا، لأي نوع من الوفاق الدولي حول مسألة القدس.. نستذكر عرفات، في مثل هذا المأزق، لأن الرجل كان يحتكم على قدرة رهيبة في التعاطي مع ملف الاحتلال وموضوع التسوية. لقد جمع عرفات بين البراغماتية والوطنية وبين الصلابة واللين إن في عملية التفاوض مع العدوّ أو في مستوى التصدّي لجرائم الاحتلال.. لو كان عرفات هنا، وفي مثل هذا التاريخ المفصل للقضية الفلسطينية، لجعل لحوار المصالحة في دمشق بين «فتح» و«حماس» وبقية الفصائل، نتائج تكون بمثابة الردّ على ما ادعاه نتنياهو أمس، أمام الرئيس الأمريكي، حين قال علنا وبكل صلف ان القدس (المحتلّة) هي عاصمة اسرائيل الابدية، وإن مخطّط بناء المستوطنات فيها لا يخضع للحظر... الفلسطينيون بجميع فصائلهم، عليهم أن يتفطّنوا الى حجم الجريمة والى حجم المؤامرة التي تحاك ضد فلسطين القضية، وأن يحوّلوا المصالحة الوطنية الى حقيقة، وينؤون بخلافاتهم عن الاتهامات والاتهامات المضادّة... ما تتعرّض له فلسطين اليوم، يفوق كل التصوّرات، فهذه الأمم المتّحدة مغيّبة تماما عمّا يحصل من جرائم الاحتلال، وعن شطب اسرائيل لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، وقد صدر القرار 194 من رحابها (الأممالمتحدة)، وهذه المجموعة الأوروبية تراوح مكانها، وتستمرئ النعت الذي أسداه لها المتنفّذون في العالم: «قزم سياسي وعملاق اقتصادي»... وهذه المجموعة العربية، تفقد الصواب، وتتراجع في عملها المشترك، وتترك الحبل على الغارب، إمّا خوفا أو انطلاقا من حسابات ضيّقة تهم كرسيّ الحكم... آن الأوان، أن يضع أبناء الشعب الفلسطيني، مصيرهم بأيديهم وكذلك الشأن بالنسبة الى النخب العربية... اذ عندما تضيع فلسطين الارض وفلسطين القضية، لا أحد من العرب أو من الفلسطينيين بامكانه ان يتفصّى من المسؤولية، مسؤولية ضياع القضيّة... ناقوس الخطر مازال سبيل دقّه عربيا وفلسطينيا، ممكنا...