لا يمكن النظر الى الموقف الأمريكي من قضية فلسطين، وهي قضية احتلال استيطاني مخالف لكل الشرائع السماوية والوضعية الا من منظار أنه موقف مهادن لاسرائيل بائع للوهم للعرب مجتمعين... ولا يمكن تقييم الموقف الامريكي من قضية اللاجئين الفلسطينيين ومن مسألة الاستيطان خارج دائرة التحالف العضوي بين الولاياتالمتحدةالأمريكية كقوة امبريالية وبين اسرائيل كرأس حربة متقدمة، ترعى في ما ترعى مصالح هذه القوة. أما ما عدا ذلك، فإنه يدخل في باب التلطيف، تلطيف الاستعمار وذر الرماد في العيون. للقضية الفلسطينية عنوان واحد: تطبيق قرارات الاممالمتحدة تطبيقا حرفيا وبالنص، وهذا يعد حدا أدنى، لا يمكن الحديث دونه عن قضية فلسطينية. وللقضية الفلسطينية مفتاح واحد للحل، ويتمثل في القطع مع سياسة توليد الأزمة والالتفاف على الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف. أما الحديث كما هو الشأن الآن، عن تجميد للاستيطان كمطلب أمريكي من جهة وكرفض اسرائيلي له من جهة أخرى، فهذا يعد ضربا من ضروب الهراء... والحقيقة، ما يحدث الآن في عالم السياسة، من اعتبار أن الحل (للقضية الفلسطينية) مختزل في بدء المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين حول مسائل ثانوية، أنتجتها سياسة الالتفاف الاسرائيلية، على الحقوق الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها ملفات اللاجئين والقدس المحتلة والدولة الفلسطينية المستقلة، يعد كذلك ضربا من ضروب سياسة التدويخ الاسرائيلي، التي عرف بها الصهاينة منذ مؤتمر بال في سويسرا نهايات القرن التاسع عشر... كما أن التلويح بأن الحل اليوم، لقضية فلسطين، يتمثل في القفز على سياسة الاستيطان وتجريف الاراضي واعتقال أبناء فلسطين الرافضين للاحتلال وهم يعدون بمئات الآلاف يعد جريمة في حد ذاتها، مسؤولة عنها الأممالمتحدة وكل الدول التي تضخ اراداتها في هذا الهيكل، كي تدمر العراق وتطلق يد الاستعمار الجديد في هذه البقعة وتلك، في حين ان الجميع يعلم أن أول شعار أطلقته الأممالمتحدة عند تأسيسها سنة 1945، هو تصفية الاستعمار... القضية الفلسطينية قضية مركزية لكل الأمة العربية، ورد فعل القوى العظمى تجاه هذه القضية بدا واضحا، أنه في تقاطع مع مصالح هذه المنطقة لذلك لا يمكن الاعتراف بهذه المرجعية الجديدة، التي يريد أن يفرضها علينا الأمريكيون والصهاينة، على أساس أن الضوء آخر النفق، يتمثل في «قبول» اسرائيل التفاوض مع الفلسطينيين...» لذلك فإن زيارة هذا أو ذاك لفلسطينالمحتلة، أو منها الى واشنطن أو «نيويورك»، لا يمكن أن تكون مرجعا أو منطلقا لشأن جدي، في ما يخص قضية فلسطين... هذه هي سياسة الالتفاف المتواصل ... الاسرائيلية.