حظيت جزيرة جربة بمجموعة من المكاسب والانجازات التي تم الإعلان عنها اثر انعقاد الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي لولاية مدنين يوم 29 جانفي 2010 تحت إشراف سيادة رئيس الدولة. ومن بين الإجراءات الرئاسية المعلن عنها الإذن بالشروع في انجاز محطة لتحلية مياه البحر بطاقة إنتاج 50.000 متر مكعب في اليوم. ولقد انطلقت فعلا خلال الأيام القليلة الماضية أشغال انجاز هذه المحطة عن طريق شركة اسبانية وذلك تحت إشراف الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه. «الشروق» واكبت انطلاق أشغال انجاز المحطة كما كان لها لقاء بالسيد أحمد صولة رئيس إقليم جربة للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه والذي تحدث عن ظروف انطلاق أشغال محطة تحلية مياه البحر بجربة وعن خصائص هذه المحطة وكيفية استغلالها والاستفادة منها. في بداية حديثه ذكر السيد أحمد صولة بأن دراسة مشروع انجاز محطة لتحلية مياه البحر بجربة انطلقت منذ سنوات وتحديدا منذ سنة 2004 وهو ما يؤكد أهمية هذا المشروع ومدى جدوى الدراسة المتعلقة به وهي دراسة قامت بها شركة اسبانية. وقد تم خلال شهر جويلية الماضي إسناد اللزمة المتعلقة بانجاز المشروع إلى مجمع اسباني. وانطلقت الأشغال منذ أواخر شهر سبتمبر المنقضي. وحسب ما ذكر رئيس اقليم جربة للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه فان انجاز المحطة سيمر بمراحل حيث انطلقت المرحلة الأولى والمتمثلة في أشغال بناء الخزانات لتخزين المياه المحلاة وخلطها للتوزيع. ويبلغ عدد هذه الخزانات ثلاثة, خزانان سعة 5000 متر مكعب ستستعمل للمياه المحلاة وخزان سعة 1000 متر مكعب سيستعمل لعملية خلط المياه المحلاة بمياه الآبار, إضافة إلى إعداد المشعبات. أما المرحلة الثانية فهي مرحلة بناء المحطة ومد القنوات لجلب مياه الآبار ومد قنوات للتوزيع بكامل جزيرة جربة وجزء من منطقة جرجيس. أما انتهاء الأشغال من المنتظر أن يكون مع موفى سنة 2012. مشروع ضخم يعتبر مشروع انجاز محطة تحلية مياه البحر بجربة من بين المشاريع الضخمة بل هو من أضخم المشاريع في الجنوب. إذ قدرت الكلفة الجملية لهذا المشروع بما يزيد على 69 مليون دينار. وتساهم الصوناد بنسبة هامة تصل إلى أكثر من 30 % في المشروع. مكسب كبير للمنطقة حين تصبح محطة تحلية المياه بجربة جاهزة ستمثل مكسبا كبيرا لكامل المنطقة. هذا ما ذكره السيد أحمد صولة الذي أكد أن المحطة ستقضي نهائيا على مشكل نقص المياه الذي تعرفه جزيرة جربة. كما ستمثل هذه المحطة دعما كبيرا للقطاع السياحي فالعديد من الاستثمارات السياحية الضخمة لم تنطلق أشغالها بعد بسبب نقص المياه بالمنطقة, فمع نهاية انجاز المحطة سترى العديد من هذه الاستثمارات النور مثل «للاحضرية» بجربة و«للا مريم» و«للا حليمة» بجرجيس. وهو ما يؤكد أن محطة تحلية مياه البحر بجربة لن يقتصر استغلالها داخل جزيرة جربة فحسب بل أن جزءا من منطقة جرجيس سينتفع بمياه هذه المحطة. ومن جهة أخرى أكد رئيس اقليم جربة للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه «صوناد» أن محطة تحلية مياه البحر بجربة ستنتج مياها ذات جودة عالية وبمستوى ضغط قوي. طاقة إنتاج هامة تحدث السيد أحمد صولة ل«الشروق» عن أهمية طاقة إنتاج محطة تحلية مياه البحر بجربة مذكرا بأنها تقدر ب 50.000 متر مكعب في اليوم داعيا في نفس الوقت إلى ضرورة العمل من أجل الحفاظ على هذه المياه وترشيد استهلاكها. مشيرا إلى أن مسألة الاقتصاد في الماء أصبحت تحظى بعناية كبيرة في بلادنا وهو ما جعل الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه شديدة الحرص على نشر ثقافة المحافظة على الماء، كما أكد أن الترشيد في استهلاك المياه في جربة شمل بدرجة هامة الوحدات السياحية مشيرا إلى أن الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه قامت في هذا الإطار بالعديد من الحملات التحسيسية.