تستمّد الجماهير الرياضية فرحتها من انتصار فرقها وما تحرزه من تتويجات وما تقدمه من عرض كروي لائق فنيّا وتكتيكيا. هذه الحالة الشعورية تترجم بمفردات عديدة كالنشوة والحبور والسعادة والارتياح والرضا.. بيد أن الناظر في الواقع الكروي محليّا وعربيا وعالميا يلاحظ ضربا آخر من الفرح يعبر عنه بالشماتة التي تفرزها هزائم الخصم وخيباته. هذا الشعور يكون في الغالب عفويّا إلاّ أن حدثا فريدا وقع منذ أيام قليلة اطلعنا على ما يمكن نعته «بالشماتة المنظمة» يتمثل في إنشاء خلية أحباء على مواقع الانترنيت تعلن مواجهتها لما يسمونه هيمنة الترجي! أعضاء خلية أحباء مازمبي بالوطن العربي أدركوا قرابة السبعة عشر ألفا الى حدّ كتابة هذه الأسطر بلغ عدد أعضاء خلية أحباء مازمبي بالوطن العربي 16630 وهو في ارتفاع مطرد وقد أعلن أعضاؤه أنهم لن يغلقوا الموقع إلاّ إذا بلغ عددهم 20 ألفا. يتميز هؤلاء الأعضاء بانتمائهم الى جمعيات ونواد مختلفة من تونس وخارجها يتقدمهم النجم الساحلي والنادي الافريقي والنادي الصفاقسي والأهلي وقد التحقت بهم جماهير أخرى من المغرب ومن السودان. هذه الأرقام في ذاتها قد تكون مزيفة، إذ يمكن أن يسجل الشخص الواحد عضويته بأكثر من اسم افتراضي.. ولكن مهما يكن من أمر فإن كل تزييف صادر بالضرورة عن أصل. الأصل الذي يحمل معنى أن رصيد الكرة والعداء للترجي اتسع منذ ترشحه على الأهلي بيد انرامو. جمهور الترجي ينشئ خلية مضادة للتصدي الى موجة «الكرة والعداء» التي تتعرض لها جمعيتهم أنشأ جمهور الترجي خلية سموها «معا يا مكشخين ضد خلية أحباء نادي مازمبي بالوطن العربي»، بلغ عدد أعضائها في ثلاثة أيام فقط أكثر من 400 منخرط وقد عمد أصحابها الى نفس الأسلوب الذي توخاه «أعداؤهم في الكرة» السبّ والشتم والتهكّم والتذكير بالخيبات والصور الكاريكاتورية.. كما عمد بعض محبي الترجي الى الانخراط في «خلية الخصوم» لاحداث نوع من التصدع وقد أفلحوا في ذلك إذ نشأ في خلية أحباء مازمبي خلاف بين بعض التونسيين والمصريين لأن البعض من أحباء الأهلي قد تورط في سبّ الكرة التونسية عامة فكان الردّ قاصيا من أحباء الافريقي والنجم الساحلي. الشماتة.. موقف يكشف عن حالة مرضية لسنا في حاجة للعودة الى أطباء نفسانيين حتى نعلن بكل صراحة ووضوح وبالعودة الى بعض المراجع العلمية أن الفرحة الناشئة عن الكره والشماتة هي فرحة تنم عن حالة مرضية تسيء الى المتشفين الشامت أكثر من اساءتها للمشموت فيه. إلا أنّ هذا لا يغنينا عن طرح سؤال في غاية الخطورة. ماهي الدوافع التي تجعل أعداء الترجي يتكاثرون بنفس سرعة تكاثر أحبائه. جمهور الترجي: الكره والحسد مصير الكبار الترجي فريق كبير برجاله وتاريخه وألقابه.. هذه العبارة يردّدها جمهور الترجي في كل حوار وعند كل سؤال. وهم يجدون فيها الاجابة الشافية على العداء الذي تكنه تلك الخلية لناديهم العريق. ومفادها أن كل كبير قوي ذي نعمة محسود. المتحاملون على الترجي: بعض الأسماء في هذه الجمعية دفعتنا الى كرهها لم نجد سبيلا للاتصال بهؤلاء الذين يدعون الانتماء الى ما يسمى خلية أحباء مازمبي في الوطن العربي لكننا طرحنا السؤال على بعض أحباء الجمعيات المنافسة للترجي فردّ بعضهم بطريقة فاجأتني شخصيا مفادها أنه لا يكره الترجي كجمعية إنما يكره بعض الأسماء في هذا النادي وقد أجابني بسؤال طريف أنقله بأمانة، لماذا لا تجد من جماهير الافريقي والنجم وصفاقس وغيرهم من يكره أسامة الدراجي ولماذا يتزايد عدد الناقمين مثلا على خالد القربي» رغم أنهما يقدمان مردودا متساويا مع نفس الفريق. لم أجد من إجابة عن هذا السؤال غير القول إن «مايسترو» الترجي يلعب بساقيه ورأسه ويحفظ لسانه في المقابل يطلق معشوق أحباء الأحمر والأصفر خالد القربي العنان للسانه معبرا عن ترفّع وتعال مظهرا جدّة وشدّة وغلظة الميدان أولى بها. الإعلام النزيه كفيل بالتصدّي لظاهرة الشماتة حدثني أحد أحباء النادي الصفاقسي قائلا: «ان عدم التوازن في التعامل مع النوادي في القنوات التلفزية وفي الاعلام الرياضي عامة هو الذي يحث على الكره والعداء ويدفع البعض الى البحث عن قنوات أخرى افتراضية للتعبير عن الرأي. ويضيف أن ما حصل للترجي يمكن أن يحدث لأي جمعية أخرى ما لم نجد أقلاما وألسنة هادئة رصينة معتدلة عادلة عقلانية.