نجح فريق مازمبي الكونغولي في اطار لقاء الذهاب في حبك سيناريو دقيق جدا للاطاحة بالترجي تحسبا للظروف المغايرة في الاياب، هذا الموعد الذي أصبح قريبا وبالتالي لم يعد بوسعنا البكاء، بقدر ما يجب علينا تجهيز أنفسنا لردة فعل حضارية في المقام الأول ورياضية ثانيا اذا ما نجح الترجي في تحقيق شبه معجزة... نعلم جميعا أن ما يحصل في كواليس ودهاليز «الكاف» قد يكون برعاية «دولية» ونقصد بذلك الفيفا لأن المهازل تتكرر في كل موسم ولا أحد قادر على ايقاف هذا التيار ومن هذا المنطلق لن ننتظر انصافا أو استرجاعا للحقوق بمساعدة أي طرف كان سواء من الكاف أو من الفيفا، لأن أنظار العالم ستكون متجهة نحو ملعب رادس يوم 13 نوفمبر القادم وسيسلط ضوء عالمي، على هذا الملعب بحضور عيسى حياتو وبعض الشخصيات من الكاف وربما من الفيفا في ما يسمى عرس القارة الافريقية وهذا جائز طبعا لأن بلدنا مثال على هذا وقادر على تغيير وجه افريقيا القاتم وتسويق صورة تذهل العالم وفق ما يرومه حياتو وحاشيته بعيدا عن ظلمة وعتمة المشهد الماثل في الأذهان في الكونغو. كل هذه الظروف لن تمنعنا من تسجيل ردة فعل تونسية حضارية كما تعودنا ليست على طريقة تهديد ووعيد القربي وشمام في لحظة غضب ونحن شعب متحضر ونعرف كيف نبلغ صوتنا لإسترداد حقنا الشرعي الذي سرق منا غصبا وبشهادة الجميع وتحت مظلة قارية... ردة الفعل نريدها أولا رياضيا بسحق مازمبي لكن هذا الأمر يبدو بعيد المنال مع الاحتفاظ بقدرة الترجي على الانتفاض ومنطق الكرة التي لا منطق لها... ولكن هذا لن يمنعنا من تسجيل موقف مشرف بردة فعل حضارية تحرج «الكاف» أمام أنظار العالم أما الكيفية والطريقة فتركناها للمسؤولين الذين طرحنا عليهم هذا السؤال في اطار هذا التحقيق. اعداد: علي محمد سامي المنجي بحر (رئيس نادي حمام الأنف): نعم لفكرة نهائي صامت بحضور عيسى حياتو «لابد من الالتزام برجاحة العقل ونسيان كل الاحداث التي رافقت المقابلة في الكونغو اذ لابد من أن نقدم للعالم بأسرة أننا بلد متحضر ولن يقبل بأي حال من الأحوال الوقوع في فخ الهمجية والخروج عن قواعد النظام كما حصل مع الترجي أمام مازمبي وأظن أن الجماهير الغفيرة للترجي بامكانها اقتطاع التذاكر لكن دون حضور المقابلة كحركة حضارية راقية احتجاجا على تلك الأحداث المؤسفة التي عاشها الترجي في الكونغو وبذلك سيجد الاتحاد الافريقي نفسه أمام ورطة حقيقية ازاء هذا النهائي الصامت». مختار النفزي (رئيس الأولمبي الباجي): سداسية... وبروح رياضية بعد المظلمة التي تسلطت على الترجي الرياضي ومن خلاله على الكرة التونسية ككل فإن أفضل رد على ذلك حسب نظري هو حسن الاستقبال والروح الرياضية والدفاع عن الحظوظ والى آخر لحظة ولمَ لا تحقيق سداسية كاملة للتأكيد على أن كرة القدم تلعب على الميدان ولا خارجها وتبقى متسمة بأخلاقياتها ومبادئها وأعتقد بالمناسبة أن الانتصار العريض ومهما كانت صعوبة الرد عليه لابد من إبراز الامكانات التي تليق بالترجي وبالكرة التونسية باعتبار ميثاق الرياضي وقد لا يولّد إلا ما يضر بكرتنا وبالكرة الافريقية ككل... وإن شاء الله يكون الفوز وبالشكل الحضاري وبتلك النتيجة التي تودّها وعندها يكون المثال نموذجيا. شكري العميري (النجم الساحلي): رفع لافتات عملاقة يمكن للعالم رؤيتها المؤسف في كل ما يحصل أنه لا يوجد في «الكاف» من هو واع بخطورة ما يحصل وهذا يحبط كل محاولات الاحتجاج من أجل اصلاح الأمور لأن العالم بأسره شاهد ما حصل في الكونغو ومن قبله في نيجيريا ضد النجم لكن ليس هناك من مجيب. في اعتقادي أن الحل الأمثل للتعبير بطريقة حضارية هو رفع لافتات عملاقة نذكر فيها بمختلف المظالم والتجاوزات حتى يراها كل العالم واستغلال فرصة أن العالم سيشاهد هذا اللقاء. لا أعتقد أن غياب جمهور الترجي عن اللقاء والاكتفاء باقتطاع التذاكر قد يؤثر في «الكاف» ويحرك مشاعرهم بقدر ما سيضر بالترجي لأنه سيفتقد الى قوة دفع كبيرة من جمهوره. الأستاذ سعيد الأسود: أفضل رد على الميدان في البداية لابد من التأكيد على أن المظلمة التي تعرض اليها الترجي الرياضي شملت الكرة التونسية ككل وما تعرض إليه فريق باب سويقة اليوم كان النجم والافريقي والنادي الصفاقسي وأيضا النادي البنزرتي قد تعرض اليه وفي أكثر من مناسبة لذلك وطالما أن التمثيل متواصل من قبل التونسيين في الهياكل الدولية والقارية فإن المسألة قد تتجدد وفي أي وقت وأعتقد أن أفضل رد حاليا في ظل الواقع الكروي القاري المعيش يبقى على الميدان وعلى الميدان وحده بعيدا عن الضوضاء وكل التعاليق مهما كانت... كما يمكن الاحتجاج إداريا وبأساليب حضارية للغاية وبالاشكال القانونية ترسيخا منا لما أدركته تونس من مستوى راق على كل الواجهات والمستويات. فاتح العلويني (رئيس شبيبة القيروان): استغلال المحافل الدولية للتنديد ب«القضية» في البداية يجب علينا أن نسجل ردة فعل حضارية يحفظها التاريخ في الذاكرة، وذلك بحضور جماهيري مكثف والتشجيع حتى آخر لحظة، لأن الظروف يمكن أن تخدمنا حتى نسجل سداسية تاريخية ونتأهل. بالنسبة إليّ، الطريقة المثالية للتنديد بشكل حضاري تتمثل في السعي في كل فرصة ومناسبة دولية يجتمع فيها المسؤولون في الاتحاد الدولي لكرة القدم للتذكير بهذه المظلمة والتنديد بها وعلينا أن نقوم بتدويل هذه المشكلة ونطرحها على مسامع الساهرين على الكرة في العالم لنثبت الخور الذي يصيب الكرة الافريقية والبداية تكون باستغلال فرصة قدوم ممثلين عن الفيفا، يوم 13 نوفمبر في رادس لنقوم بردة الفعل هذه. الجمهور الرياضي بكل ألوانه: نعم ل«نهائي صامت» لاحراج «الكاف» بعيدا عن الألوان والانتماءات الرياضية، «الشروق» نزلت الى الشارع ورصدت آراء العديد من أحباء الفرق التونسية بشأن الطريقة التي يمكن ان يعامل بها الترجيون ضيفهم مازمبي في مقابلة العودة بعد كل تلك الاحداث المؤسفة التي رافقت رحلة الأصفر والأحمر الى الكونغو وطرحنا عليهم أيضا فكرة مقاطعة جماهير الفريق للمقابلة مقابل اقتطاع التذاكر حتى لا يتضرر الفريق ماديا ولكن في المقابل احراج الاتحاد الافريقي ممثلا في شخص رئيسه عيسى حياتو وذلك كحركة احتجاج حضارية وراقية على جميع الشطحات التي أتاها التحكيم الافريقي. الجماهير الرياضية عبرت عن رأيها بكل صراحة فكانت الآراء كالتالية: سليم الزيتوني (محب للترجي) : نعم لفكرة نهائي صامت «طريقة التعامل مع فريق مازمبي خلال مقابلة الإياب يجب ان تكون راقية وحضارية وبالنسبة لفكرة اقتطاع التذاكر من قبل جماهير الترجي دون حضور المقابلة فأظن أنها فكرة رائدة ومتميزة حتى يدرك الاتحاد الافريقي حجم الفضيحة التي تسبب فيها من خلال صافرة الحكم الطوغولي «كوكو». بسّام دغيس (محب للافريقي) : المهم احراج الاتحاد الافريقي «بالرغم من كل الاحداث المؤسفة التي رافقت مقابلة الترجي ومازمبي الكونغولي أظن ان تونس تعوّدت على التحلي بالروح الرياضية العالية واحترام وفود الفرق الرياضية الاجنبية الوافدة على بلادنا وبالنسبة لفكرة عدم حضور جماهير الترجي الرياضي مقابل اقتطاع التذاكر فإنها فكرة جيّدة وقد تضع الاتحاد الافريقي في مأزق حقيقي». أمين الغضاب : لا للتكسير والتهشيم «مؤكد ان بلادنا لن تقع في فخ الاستفزازات والمعاملات الدنيئة التي واجهها الترجي في رحلته الى الكونغو لأن بلادنا أرفع من مثل هذه التصرفات الهمجية وشخصيا أطلب بكل لطف من جماهير الترجي أن تمتنع عن التكسير والتهشيم والالتزام بالروح الرياضية». مراد العروسي : نحن أكبر من الوقوع في الاستفزازات «بغض النظر عن النتيجة التي سيحققها فريق الترجي في مقابلة العودة أظن أن جماهير الفريق مطالبة بالهدوء التام وعدم الوقوع في الاستفزازات وحسن وفادة الفريق المنافس لأنها من السلوكات الحضارية الراقية التي تعوّدنا مشاهدتها من قبل جميع فرقنا المشاركة في المنافسات القارية والاقليمية». علاء الدين بوبكر (محب للافريقي) : أعرف ان هيئة الترجي ستلتزم بالهدوء «بالرغم من كل الأحداث التي رافقت مقابلة الترجي أمام مازمبي فإن هيئة الترجي ستلتزم بالهدوء وستحسن ضيافة الفريق المنافس وبالنسبة لفكرة عدم دخول جماهير الترجي لمقابلة النهائي مقابل اقتطاعها للتذاكر فإنها فكرة مميزة لأن الجماهير ستتمكن عبرها من تمرير رسالة واضحة الى مسؤولي الاتحاد الافريقي». صفوان الورتاني (محب لمستقبل المرسى): فكرة متميزة لإحراج «الكاف» «اعتقد انه لا بد من التعامل بطريقة حضارية مع فريق مازمبي والوفد المرافق له وأظن ان مقاطعة جماهير الترجي الرياضي لهذه المقابلة مقابل اقتطاع التذاكر ستكون أفضل رسالة لإحراج «الكاف». ورد بن خليفة (محب للترجي) : ليس غريبا عن بلادنا حسن ضيافة الفرق الأجنبية «أظن أنه ليس غريبا عن تونس ان تحسن وفادة واستقبال مختلف الفرق الاجنبية بعيدا عن كل أشكال الهمجية كتلك التي شاهدناها في الكونغو بمناسبة مقابلة الترجي ومازمبي». سامي حمّاني الناطق الرسمي للجامعة : هكذا يكون الردّ على المظلمة .. هي مظلمة لا يمكن أن ينكر حقيقتها أي كان وتخص الكرة التونسية ككل ولا الترجي الرياضي التونسي فقط ولذلك فإننا حريصون رفقة الهيئة المديرة لفريق الترجي على اعداد ملف كامل مدعم بكل الأدلة والوثائق والبراهين للدفاع عن حقوق ممثلنا في هذه المسابقة القارية الهامة وأيضا عن كل من يمثل الكرة التونسية حاضرا ولاحقا.. باعتبار ان السيل بلغ الزّبى... أو «وقفت الزنقة بالهارب» ونعتقد ان غيابنا كتونسيين في الهياكل الدولية مثل «الفيفا» وقارية مثل «الكاف» زاد الطين بلّة وعرّضنا للمظالم والأضرار وتسبّب لنا في المشاكل خاصة أننا نحترم القوانين ولا نستطيع أن نرفض حكما تم تعيينه ولا حتى نغير موعد مباراة على غرار ما حصل مع بوتسوانا التي بقيت الكلمة لها ورفضت ذلك كطرف مقابل. وبالمناسبة وبقدر استيائنا فإننا كبلد حضاري له تاريخه وجذوره في التقاليد الرياضية الراقية سنكون جميعا عند حسن الظن على ان يكون ردّنا على الميدان وحده باعتبار ان المستحيل ليس تونسيا وبالعزيمة والتحدي يمكن تحقيق الغاية المثلى وتجسيد ما يؤهل للفوز باللقب على الرغم من كل الظروف التي عاشها الترجي في لقاء الذهاب بما في ذلك الهزيمة الثقيلة التي يمكن الرد عليها كما أشرت سلفا على الميدان وبروح التحدي التونسي والعزيمة التونسية الكبيرة... وثقتنا كبيرة في الترجيين ... ولماذا غاب حياتو عن مباراة الذهاب؟ من الأسئلة التي تبقى متضخمة في كل الأوساط الرياضية عامة والكروية منها خاصة حول لقاء ذهاب الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال الذي جمع مازمبي الكونغولي والترجي الرياضي التونسي هي: لماذا تغيّب القابع على كرسي رئاسة الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم منذ سنة 1988 عيسى حياتو عن هذا الدور النهائي؟ وهل أنه أصبح غير متفرغ حتى لمثل هذه المواعيد التي يعرف القاصي والداني في القارة السمراء عامة مدى أهميتها وحساسيتها خاصة أن «الامبراطور موييس» رئيس مازمبي ظلّت تحوم حوله كل الشكوك والاتهامات وغيرها من المزايدات التي نجح فيها وكان قد صرّح بها قبل موعد اللقاء؟.. ثم أي دور ل«عيسى» إذا كانت له طقوس أخرى تدفعه الى التغيّب إن لم يكن هو نفسه في هذه المظلمة وهو ما يتردد بشكل كبير في أكثر الأوساط الافريقية الرياضية؟ وهل سيحضر في موعد إياب هذا الدور النهائي بصفته رئيس للكنفديرالية الافريقية يوم 13 نوفمبر الجاري بملعب رادس أم أن شواغله «المتعدّدة» وخاصة بعد ضمان اللقب نسبيا لمازمبي الكونغولي ستدفعه الى الاعتذار وإرسال نائبه لتسليم الكأس؟