سوف تكتشف السلطة الوطنية الفلسطينية، قريبا، أنها كانت تطارد خيط دخان، هذا بالطبع إذا لم تكن قد اكتشفت بعد، أن طريق السلام مسدودة، ليس مع اسرائيل فقط، فذلك من تحصيل الحاصل، لكن مع الطرف الذي مازال العالم العربي يظن أنه يمسك ب 99٪ من أوراق الحل، كما قال ذلك يوما الراحل أنور السادات، ألا وهو الطرف الامريكي. وبطبيعة الحال، وبعيدا عن كل الظنون السيئة أو المواقف المسبقة، سوف نقول إن الطرف الامريكي، حتى إذا كان يريد السلام، فإنه لا يستطيع تحقيقه ما دام غير قادر على فرض أي شيء على حليفه الاسرائيلي، وما دامت نتائج انتخاباته (للكونغرس، ومجلس الشيوخ وحتى الرئاسة) معقدة في توقيتها، ومواعيدها، وبرامجها، وما دامت اللوبيات ذات الهوى الصهيوني متمكّنة وقادرة. وإذا ما استندنا إلى حسن النية، وإلى القراءة الظاهرية للخطاب السياسي الامريكي، سوف نقول إن الرئيس أوباما بشرنا أولا بجديد، ثم انتهى به الأمر، كما انتهى مع أسلافه، ونعتقد أن أوباما ذاته سوف يقول قريبا تلك الجملة التي اعتدناها، لقد حاولت لكنني فشلت أمام هذه القضيّة المعقدة، وأن المسألة برمّتها تعني أولا الطرفين الاساسيين في الصراع، أي الفلسطينيين والاسرائيليين، وأن دور بلاده لا يتعدّى دور المقرّب لوجهات النظر، لا أكثر ولا أقلّ. وسوف يكون الرجل بالطبع محقّا، لكنه لن يتم أبدا هذا الكلام المبتور، وتكملته، أن اسرائيل هي التي تضع العصا في العجلة، وأنها هي التي لا تريد أن تقدّم شيئا، وأنها هي التي تعرقل كلّ جهد، فهذه التكملة محرّمة، وهذا الوضوح مرفوض في أمريكا، وهذا الكلام ممنوع فيها.