للعامة من الناس أحكامهم فقد تسند هذه العامة بطاقة عدد 3 لكل من أرادت ومتى أرادت كأن تضع في خانة ملاحظاتها مثلا (عاقل مسكين لا يصك ولا يحك) أي أن الرجل عقلاني معنى ذلك أن العقلانية عند بعض العامة هي نقيض للصك والحك، ونفس الشهادة تمنح أيضا للبغال فيقال فلان عنده بغل عاقل لا يصك ولا يحك أي أنه مطيع للحمل والاعباء وتمنح أيضا للثيران فيقال: فلان يملك ثورا عاقلا لا يصك ولا يحك أي أنه حراث ولا يخرج عن الخط، وتمنح للحمير فيقال فلان له حمار عاقل لا يصك ولا يحك أي أنه قصير وركوبه في متناول الجميع حتى وان كان أدبر وتسند أيضا للإبل من ذلك قولهم لفلان بعير عاقل لا يصك ولا يحك أي أنه يبرك لرفع الحمل قبل ان يرى الحمل والراكب وبالتالي وبكل بساطة فالعاقل عند العامة هو ذاك الذي لا يصك ولا يحك، ومن هذا المنطلق أطلب الغفران مسبقا ان لم أكن عاقلا وتحدثت صكا وحكا. بلغني أن عضوا باحدى اللجان الثقافية المحلية بالجمهورية من المولعين بالتطبيل والتزمير في كل الحالات اجتهد في ذكرى عيد الشهداء فتكرم على دمائهم الطاهرة بأن استدعى الى ساحتهم في المدينة مجموعة من «الطبالة» و«الزكارة» لاقامة «طرح» من التطبيل والتزمير ترحما على أرواحهم الزكية وتخليدا لذكراهم المجيدة فأكله الصك والحك من كل حدب وصوب وأطرد من الساحة طرد «الزرزور» من حقل الزيتون. العارفون بهذا العضو المريض في جسد تلك اللجنة الثقافية المحلية يقولون ان ملفه الثقافي أبيض لا شيء فيه ولا غبار عليه وكل ما يحتويه شهادة شفوية من عمدة المكان تقول انه عاقل مسكين لا يصك ولا يحك، وتلك ثقافة أخرى وذاك مرض آخر ربما يكون فيه آخر «الطب كي» صكا وحكا يولدان الحرارة في «الأعضاء» الباردة في الجسم الثقافي أي لدى كل عاقل مسكين لا يصك ولا يحك في الثقافة طبعا.