كثيرا ما تذمر البحارة بجربة أجيم في السنوات القليلة الماضية من تجاوزات المراكب الكبيرة التي من المفروض أن تلازم المياه العميقة ولا تقترب من السواحل تجاوزات هذه الفئة وما ينجر عن الصيد العشوائي انعكس سلبا على الثروة السمكية وعلى البيئة البحرية بصفة عامة بخليج قابس وبطبيعة الحال أول المتضررين صغار البحارة بصفة مباشرة في مصدر رزقهم بالخصوص بما أن كميات السمك التي تعودوا عليها شهدت نقصا كبيرا والوضعية تزداد تدهورا من سنة الى أخرى في هذا الأطار أتت التجربة التونسية اليابانية والمتمثلة في تركيز حواجز اسمنتية في عرض سواحل جربة أجيم هذا المشروع الممول من صندوق الأممالمتحدة وبتنفيذ من مجمع جربة أجيم للفلاحة والصيد البحري. هذا المشروع الذي امتد طوال 18 شهرا شهد نهايته خلال موفى شهر أكتوبر وبالمناسبة أشرف السيد عبد القادر الباوندي ممثل الأممالمتحدة بتونس على الورشة الاختتامية لمشروع حماية مناطق الصيد بسواحل جربة أجيم في لقائه مع البحارة مؤخرا أشاد بهذه التجربة الفريدة من نوعها بتونس اما السيد عبيد الحرابي رئيس مجمع الصيد البحري وفي استعراضه لنتائج هذا المشروع ذكر النتائج الطيبة التي لمسها البحار رغم الفترة الزمنية القصيرة نسبيا لعمر التجربة ومن النتائج المسجلة عودة الكثير من أنواع الأسماك التي خلناها في وقت من الأوقات ذهبت دون رجعة وفي سرده لمراحل التجربة التي امتدت على اربع فترات تم خلالها تركيز 380 حاجزا ذات 200كلغ و400 كلغ و1000كلغ. أما ما يميز هذه التجربة فهو التمويل الذاتي ومساهمة البحار في انجاح التجربة بتخصيص كل يوم سمكة لفائدة المشروع مما جعل التمويل الذاتي للمجمع يصل الى 16 ألف دينار هذه المبادرة جعلت العديد من الجهات بتونس تطالب بالاستئناس بالتجربة وحتى تصديرها الى خارج الحدود وأصبح مطلبا ملحا من طرف الهياكل البحرية بالمغرب الشقيق وما زيارة وفد من المغرب الا دليل على ذلك. أما تدخلات البحارة في فعاليات هذه الورشة فقد جاءت تلقائية من خلال تدافع على المهنة حيث طالب الكثير منهم بضرورة تنظيف الواد وأماكن الصيد من مخلفات الشباك العالقة مشيرين الى ما تسببه من اتلاف وتلويث للبيئة البحرية. وفي هذا المجال وعد السيد عبد القادر الباوندي بالعمل على تمويل الكثير من المشاريع التي تخص البيئة البحرية والتي هي الآن بصدد الاعداد من طرف مجمع الصيد البحري بجربة أجيم.