«ديزير» هو عنوان المسرحية الجديدة للمخرج المسرحي الشاذلي العرفاوي، والتي ستعرض لأول مرة يوم 3 ديسمبر القادم، وكذلك يوم 4 ديسمبر 2010 بقاعة الفن الرابع بالعاصمة. ويشارك في هذا العمل المسرحي كل من الممثلة جميلة الشيحي والممثل معز التومي والممثلة شاكرة الرمّاح والممثل صبري الجندوبي وعازف آلة «المزود» محرز الدريدي. مسرحية «ديزير» اقتبسها المسرحي الشاذلي العرفاوي عن نص «عربة اسمها الرغبة» (Tromway nommé désir) للكاتب الأمريكي «تينيسي وليامز». وتجدر الاشارة الى أن المخرج المسرحي والسينمائي «إليا كازون» هو أول من اشتغل عن هذا النص، حيث أخرجه لأول مرة مسرحيا ثم سينمائيا. لما سجل أول ظهور للممثل العالمي «مارلون بروندو». وقد أصبح الفيلم مرجعا في السينما الكلاسيكية، لأن النص الأصلي للكاتب الأمريكي من النصوص الصعبة في تجسيدها فنيّا، إلاّ أنه نصّ يتميز بحبكة كبيرة في الكتابة الدرامية. ولما كان ذلك كذلك، فإن عديد المسرحيين والسينمائيين حاولوا الاشتغال على هذا النص فكان في السنوات الأخيرة بمصر مثلا، فيلم «الرغبة» بطولة نادية الجندي وإلهام شاهين وحاليا في تونس جسّد المخرج المسرحي الشاذلي العرفاوي اقتباسه لهذا النص كأفضل ما يكون فكانت مسرحية «ديزير». «ديزير» في هذه المسرحية تظهر امرأة من أسرة نبيلة (جميلة الشيحي) وقد تبخرت أملاكها.. فانتحر زوجها.. دفعتها قسوة الحياة وأنوثتها العارمة الى الانحلال.. لجأت الى أختها (شاكرة رمّاح) المتزوّجة بزوج سكير (معز التومي) والقاطنة في حي شعبي «سان قوبان» علّها تجد مأوى تلجأ إليه.. ونتيجة لماضيها ورغباتها وسلوكها المضطرب، انتهى بها المطاف في مصحة للأمراض العقلية. البطلة (جميلة الشيحي) أو كما صوّرها المخرج الشاذلي العرفاوي «المنعوتة»، اصيبت بأزمة نفسية وعصبية، ولا يمكن أن تخرج من حالتها تلك إلاّ ب«بانو سخون» كما جاء في المسرحية التي حضرت «الشروق» تمارينها الأخيرة. إذن في مسرحية «ديزير» يجد المتفرّج نفسه أمام مسرح مكشوف لأقنعة مهزوزة، وشخصيات غامضة تعيش على شتات أحلام الواقع وتماثيل من زجاج هش وشفاف، بالاضافة الى رموز جنسية مفضوحة لتيار الحياة اليومية الصاخبة والمفعمة بالرغبات.. تونسة العمل جماليةمسرحية «ديزير» كما شاهدناها في تمارينها الأخيرة تتمثل في بساطتها على مستوى الطرح، وفي أداء الممثلين كذلك، إلاّ أن الأبرز والأهم في هذا العمل المسرحي هو تونسته، في عدة تفاصيل دقيقة على مستوى النص فضلا عن الاطار المكاني للأحداث وهو الحي الشعبي «سان قوبان». بالاضافة الى إقحام عازف لآلة المزود التي لها علاقة وثيقة بالحي الشعبي في انتظار ما سنتبينه خلال العرض الأول والثاني للمسرحية من ملابس، وإضاءة وموسيقى وكل ما يهم الجوانب التقنية والشكلية.