الإطار فضاء «مدار» بقرطاج والحدث عرض مسرحي جديد ل «حب سطوري» قصة حب والعمل من إخراج لطفي عاشور دراما تورجيا أنيسة داود ولطفي عاشور بمساعدة رجا فرحات ومعز التومي قراءة... تعالج هذه المسرحية بأسلوب مباشر العلاقات العاطفية والجنسية بين الرجل والمرأة ويتجاوز ذلك للخوض في المسكوت عنه في علاقة الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة وقد وظف المخرج الركح وشاشة عملاقة لسرد أكثر من موقف في تناغم قلما وجد في مسرحنا بالثقافة والصراحة والمتعة الفنية كذلك. على الركح رجل وإمرأة ... بل رجلان وإمرأتان. في صراعهما الأبدي تتجسد قيم الجمال والخلود... وفي الطرح تركيز على ثنائية الحب والجنس. وقد حاول المخرج إدراج الشهادات المسجلة عبر شاشة عملاقة لدعم واقعية الطرح وارتباطه بمصطلحي «هنا» و «الآن». خاض العمل كاشفا لامتسترا في مسألة الجنس قبل الزواج والجنس لغاية المتعة و«الشذوذ الجنسي» و «الخيانة الزوجية» و «الهجر في الفراش» ومعضلة غشاء البكارة وسمى الشخوص والأشياء بمسمياتها وتعددت اللهجات واللغات في مزيج «بارابولي» متعدد الأبعاد ويصب في وادي الفضح. فكأن المخرج أو المؤلف قد ارتأى كشف الجانب الأسود من قصة حبنا مع «البارابول» والفضائيات. كوة على العالم الداخلي ففي هذا الجهاز أكثر من كذبة تصور نفسها على أساس أنها الحقيقة، والبرامج الإجتماعية (المؤثرة) هي بالأساس برامج لجلب مستشهر أكول يلتهم مال المواطن البسيط الذي يرسل بلا هوادة الإرساليات القصيرة طمعا في ربح منتظر. وبرامج الموضة والجمال والتسابق على نيل المراتب الأولى في مسابقات تروج لإستنساخ أكثر من شكل جميل، وفي كافة أنحاء العالم العربي يمارس الرجل العربي «حقه» في إشباع غرائزه فيما يرتكب جريمة قتل لو علم بأمر «خيانة» زوجته المتروكة... تنوعت اللهجات واللغات لتبليغ ذلك، وتكلم الأبطال (معز التومي جوهر الباسطي فاتن الرياحي أنيسة داود وشاكرة رماح) بصدق وتعرية ومثلوا أنفسهم وشعوبهم (خاصة أن اللبناني والمصري والخليجي كانوا حاضرين في مواقف منتقاة) ولم يمل العمل إلى توظيف الطرافة في الموقف أو القول سوى في مواطن قليلة وكأن المخرج أكد على ضرورة ألا نهزأ من القضية المطروحة! كان أداء الممثلين مقنعا ومتبنيا بصدق واضح لحيثيات الموضوع الرئيسي (الحب/ الجنس)، ولكن لم يخل العمل في بعض الأحيان من مشاهد باردة ومجانية لم تقنع في مضمونها ولم يشتغل عليها الممثل أكثر لتترفع عن المستوى الذي جاءت عليه كذلك المشهد الذي انطلق به العمل مثلا وجسدته أنيسة داود وجوهر الباسطي. نجح لطفي عاشور في توظيف تقنيات التصوير السينمائي لفائدة المسرح ، فشاهدنا الكاميرا تنقل لنا عبر الشاشة الكبرى حديث الركح بين الممثلين، كما وظف شهادات حية خدمت جوهر العمل وساهمت في دعم التوجه الإخراجي الانفتاحي واجب التعرية التقت «الصباح» أنيسة داود ومعز التومي وشاكرة رماح بعد إنتهاء العرض لمعرفة بعض المسائل منها مسألة الطرح المباشر والصريح لمواضيع خلناها منذ سنوات قليلة مواضيع «محرمة» يخجل المرء من الخوض فيها، بينها إمتلأ «حب سطوري» بها وتفوه الممثلون بما شاؤوا لتبليغها. أنيسة داود بدت من أبرز المثمنين لهذا التوجه (العاري في القول) وقالت أنها تواصل مسار الجرأة التي تراها ضرورية لإستمرار العمل، وليست المرة الأولى التي تتعامل فيها مسرحيا مع مثل هذه المناخات يكفي ان نتذكر فيلم «عرس الذيب» لجيلاني السعدي والزوبعة (في فنجان) التي أثارها أداء أنيسة داود كما في فيلم«هي وهو» لإلياس بكار معز التومي (ساهم في صياغة النص) لم يختلف في القول عن أنيسة وقال «لابد من طرح مباشر وصريح مع موضوع الجنس في علاقته بالحب والمشاعر الإنسانية عموما... وإلا ما فائدة ما سنقدمه إذا لم يصل صادقا وحقيقيا. وأكدت شاكرة رماح على أن العمل جريء ولكنه لا يصب في وادي الطرح المبتذل لبعض المواضيع الجنسية المتروكة. فقد حرص فريق «حب سطوري» على حسن توظيف ذاك الهامش من الشفافية والحرية في القول والتجسيد.