"ديزير" هو عنوان مسرحية رائعة للمخرج المسرحي "الشاذلي العرفاوي",عرضت أمس على ركح مسرح الهواء الطلق بالحمامات . و أثث هذا العرض كل من الممثلة" جميلة الشيحي" ," معز التومي" ," شاكرة الرمّاح" , "صبري الجندوبي" وعازف آلة «المزود» "محرز الدريدي". و قد اقتبس المسرحي "الشاذلي العرفاوي " "دزير" عن نص "عربة اسمها الرغب" (Tromway nommé désir) للكاتب الأمريكي "تينيسي وليامز". منذ الوهلة الأولى التي ترى فيها المسرح من الخارج تستطيع التكهن بما تخفيه الأسوار.. غياب كلي للجمهور في ظل وفرة التعزيزات الأمنية و الحماية المدنية.. دقت الساعة العاشرة ليلا وبدأت المسرحية التي تظهر فيها امرأة من أسرة نبيلة (جميلة الشيحي) وقد تبخرت أملاكها و توفي زوجها.. لتدفعها قسوة الحياة وأنوثتها العارمة إلى الانحلال.. فتلجأ إلى أختها (شاكرة رمّاح) المتزوّجة بسكير (معز التومي) والقاطنة في حي شعبي "سان قوبان" علّها تجد مأوى لها.. ونتيجة لماضيها ورغباتها وسلوكها المضطرب، انتهى بها المطاف في مصحة للأمراض العقلية. امتدت المسرحية لمدة ساعة و نصف تخللتها مشاهد و تعابير مليئة بالايحاءات الجنسية و الظواهر الاجتماعية غير المحبذة, حيث كان من المستحسن منذ البداية تحديد فئة الجماهير التي يمكنها متابعة المسرحية..فهل يعقل في ظل وجود أعداد هامة من الأطفال رفقة أوليائهم مشاهدة تلك المشاهد المخجلة بين الزوج و زوجته أو مشهد ولادة ..أو الجلسات الخمرية و قوارير المشروبات الكحولية؟ ..لكن هذا لا ينفي القيمة الفنية لمسرحية "ديزير" و المجهود الرائع الذي بذله الممثلون من اجل إنجاح هذا العمل المسرحي.