مرّة أخرى يدور الحديث عن جولة جديدة من جولات المصالحة بين الإخوة الفلسطينيّين، في ما أصبح شبيهًا بمسلسل يقتات من نفسه، ويلتفّ ذيلُه على رأسه! مُصالحة ما انفكّت متمنّعة عصيّة، حتى كدنا نقول: أربعةٌ ليس لها وجود، الغول والعنقاء والخلّ الودود...والمُصالحة الفلسطينيّة! الغريب أنّ كلّ حركة في الأرض إلى توقّف، إلاّ هذه! حتى كاد بعضنا ينسى ما تعلّمه أيّام دراسته، مرجّحًا أنّه أمام اختراع عربيّ لابدّ من تسجيل براءته! في الأثناء أعلن الجيش الإسرائيليّ عن اختراع جهاز آليّ استطلاعيّ مسلّح شبيه بالثعبان! إذا تمّ تدميره أو ألمّت به ملمّة، خرجت منه «ثعابين» صغيرة لإتمام المهمّة! ممّا ذكّرني والشيء بالشيء يُذكر، بدراسة لأحد الباحثين الفلسطينيّين رصد فيها براءات الاختراع التي سجّلتها إسرائيل حتى سنة 2010، فإذا هي 16805 اختراعات. من بينها 1166 اختراعًا في سنة واحدة. بينما لم يسجّل العرب مجتمعين، وعلى امتداد تاريخهم الحديث، غير 836 براءة اختراع حتى اليوم! إذنْ...لهم اختراعاتهم ولنا اختراعاتنا! هم يخترعون الثعابين الآليّة الكاسحة، ونحن نخترع خصومة، تليها مصالحة، تليها خصومة، تليها مصالحة!!