صرّح السيد مبروك البحري رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري ان مساهمة الفلاّح في الضغط على الأسعار تتطلب منهجية إنتاج جديدة ترتكز على الضغط على الكلفة. وأضاف نتفاوض اليوم مع الحكومة بخصوص الأسعار وقال: «يجب ان نعوّد المواطن التونسي على ان الأسعار خارجة عن نطاقنا لأن الحليب مثلا لم يعد قادرا على تغطية الكلفة والفلاّح يمكن ان نضغط عليه ظرفيا (ستّة أشهر متتالية لأنه صبور ويتحمل) ولكن لا يمكن ان نضغط عليه دائما كما ان الفلاّح ليس له محل يغلقه عندما يفلس بل له أرض تعوّد على زراعتها مهما كلفه الأمر». وأوضح ان الفلاّح اليوم مطالب بالتخفيض في الكلفة والتأقلم مع الأوضاع العالمية المفروضة علينا. وأضاف لدى أشرافه صباح أمس على فعاليات اليوم التحسيسي حول تقنيات وتسمين العجول والجدوى الاقتصادية الذي نظمته شركة «المربّون المتجمعون» التابعة للاتحاد ان المواطن يرغب في شراء لحم بثمن بخس والفلاّح يعاني من ارتفاع الكلفة باستمرار وأحيانا يبيع بسعر الكلفة وبأقل منها. وأوضح أن المواطن ايضا له قدرة شرائية يشتري وفقها أساسيات الحياة من المواد الغذائية. وتساءل كيف يمكن التحكّم في إنتاجية الثور والبقرة وكيف يمكن ان نزيد في وزنها للضغط على الأسعار؟ وللإجابة عن هذه الاسئلة قال: «إن القطاع الفلاحي شهد تطوّرا هاما بفضل عمل الفلاّح والإرادة السياسية كما اتخذ الاتحاد على عاتقه تطوير آليات المتابعة والتنفيذ». وأضاف ان الاتحاد ايضا دخل في صميم تنظيم القطاعات من خلال تكوين شركة «المربّون المتجمّعون» رغم مواجهة عديد الصعوبات وعمليات شدّ الى الوراء باعتبارها فكرة جديدة ولكن بعد تقييم التجربة من خلال ال 5 سنوات الماضية لمسنا نجاحها والحمد لله. وأشار قائلا: «رأينا بعد مرور هذه السنوات أن نقدّم للحكومة مقترحا للدخول كمنظمة فلاحية في إنتاج العلف المركّب وتم تقدير قيمة المعمل بمليار و200 ألف دينار لكن الاتحاد حصل عليه ب 600 ألف دينار فقط وهي مناسبة اليوم أشكر فيها سيادة الرئيس الذي أذن بمنحه لنا بنصف الثمن». وأضاف : ولإنجاز معمل بتكنولوجيات جديدة اتجهنا لشركة «سندارس» بفرنسا وقمنا بعقد شراكة معها لإنتاج الأعلاف للأبقار والأرانب. وذكر ان الجديد بالنسبة اليها هو اننا نرغب في ان يتضمن منتوجنا كل مواصفات تسمين العجول في أن تكون متابعة الخبراء الفرنسيين لصيقة لتحسين الانتاجية. وأفاد: سوف نسهر على جودة الأعلاف لتحسين الانتاج والانتاجية في قطاع اللحوم والألبان. حلقة الترويج وأشار السيد مبروك البحري إلى أنه تمت مراعاة حلقة الترويج ايضا للعجول المسمّنة مع التأمين على المنتوج. وذكر انه سيتم النظر مع شركة اللحوم والفضاءات التجارية لحل إشكال الترويج. وأضاف: ان النيّة تتجه كذلك للحد من توريد الأعلاف لاسيما وأن أسعارها في تزايد الى غاية الوصول الى مرحلة عدم توريد اللحوم في شكل «سڤيطة». وذكر السيد كريم داود عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري مكلف بتربية الماشية ورئيس مجلس إدارة شركة «المربّون المتجمعون» أن الأعلاف تحتلّ نسبة 70٪ من كلفة الانتاج كما أن الأسعار في تزايد مطّرد لذلك سوف تعمل الشركة الجديدة بالتعاون مع شركة «المربّون المتجمعون» على تطوير الانتاج من خلال توفير أعلاف بجودة عالية مع توفير فنيين لمتابعة الفلاّح. وقدّم السيد «إيريك قيار» مدير العلاقات الدولية لشركة «سندارس» بفرنسا، أهداف بعث فرع للشركة في تونس كشركة مختصة في الأغذية الحيوانية. وذكر أنه قام بجولة للتعرف على قطاع إنتاج اللحوم في تونس ولاحظ انه توجد مشاريع عديدة يمكن العناية بها في هذا البلد.