اعتبر الكاتب السياسي والصحفي البريطاني روبرت فيسك في مقال نشرته صحيفة «ذي انديبندنت» أمس أن حربا جديدة بين اسرائيل و«حزب الله» قد تندلع قريبا مشيرا الى أن كلفة أي مواجهة قادمة ستكون خيالية لا من حيث الخسائر البشرية فحسب بل خاصة من حيث حجم الانفاق العسكري. وقال فيسك «دعونا نلقي نظرة على التكاليف الخيالية لكل هذه الطائرات من نوع «أف 16» والصواريخ وقنابل اختراق التحصينات تحت الارض والصواريخ ايرانية الصنع والمصانع اللبنانية وقرى لبنان وبلداته وجسوره ومحطات توليد الطاقة ومحطات النفط المهدمة فيه من دون أن نشغل أنفسنا بالخسائر البشرية للجانبين اللبناني والاسرائيلي خلال حرب 2006 ودون أن ندخل في حسابنا خسارة السياحة والتجارة لدى الجانبين. وأشار فيسك الى أن اجمالي الخسائر اللبنانية عام 2006 قدر ب3.6 مليارات دولار أما الخسائر الاسرائيلية فقدرت ب1.6 مليار دولار وهكذا تكون اسرائيل قد فازت في حساب الأموال رغم أن جيشها من الرعاع أفسد كل شيء على أرض المعركة». واستدرك الكاتب البريطاني بالقول «لكن دافعي الضرائب الامريكيين كانوا من بين الذين سددوا تلك التكاليف (بتمويلهم للاسرائيليين) وكذلك الحال بالنسبة الى دافعي الضرائب الأوروبيين ولغريبي الأطوار في ايران بتمويلهم للبنان «حسب تعبيره. ورأى فيسك أن الرابحين هم صانعو الأسلحة، مشيرا الى تقرير تحدث عن تصاعد معدلات الانفاق العسكري ففي ايران مثلا قفز الرقم من 3 مليارات دولار الى 10 مليارات دولار وفي اسرائيل تطور الرقم من 8 مليارات الى 12 مليار دولار. وتابع فيسك قوله انه وفقا للمؤرخ الاسرائيلي ايلان بابيه فقد قدمت الولاياتالمتحدة لاسرائيل منذ 1949 أكثر من 100 مليار دولار كمنح و10 مليارات دولار كقروض خاصة أي أكثر مما تعطيه واشنطن لشمال افريقيا وأمريكا الجنوبية وبلدان الكاريبي وعلى مدى السنوات العشرين الماضية تم تقديم ما مجموعه 5.5 مليارات دولار الى اسرائيل لتمويل مشتريات عسكرية. وأضاف فيسك أنه من الضروري أن نقرأ رقم الخسائر في الشرق الأوسط برمته منذ حرب الخليج الثانية عام 1991 فهي تقدر بنحو 12 تريليون دولار. وختم فيسك مقاله بالتأكيد أن «ما ستأتي به أي حرب وشيكة هي محيطات من الدم وأشلاء مبعثرة ويحسن بك أن تكون مستعدا ببطاقة الائتمان أو دفتر الشيكات... انها عملية كبيرة قد تحمل أرباحا في طياتها».