توعدت كوريا الجنوبية أمس ب«الثأر ألف مرة» لمقتل اثنين من جنودها في القصف الكوري الشمالي لاحدى جزرها وذلك أثناء تشييع جنازتيهما. فيما أكد خبراء ومسؤولون أمريكيون سابقون أن أي حرب في شبه الجزيرة الكورية ستكون نتائجها كارثية وقد تؤدي الى استخدام حتى الأسلحة النووية. وبثت القناة الرسمية الكورية الجنوبية أمس وقائع الجنازة مباشرة وتخللتها بعض الكلمات التي كانت أبرزها كلمة قائد البحرية الجنوبية الذي توعد بالثأر. فيما أوصى وزير الدفاع الجديد ب«التعامل بسرعة وحزم مع الأزمة وأن يكون الرد أقوى بمائة مرة». عدو رئيسي وأكد مسؤولون عسكريون في سيول أن بلادهم تفكر في إعادة تعريف كوريا الشمالية في تقريرها السنوي حول الدفاع على أنها «العدو الرئيسي» لتكون المرة الاولى منذ 6 سنوات من التهدئة بعد أن تبادلا إطلاق النيران المدفعية بداية الاسبوع. وعلى صعيد متصل كشف مسؤولون صينيون أن بلادهم تقوم بجهود ديبلوماسية مكثفة في محاولة لتخفيف حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقال المسؤولون إن «الأولوية بالنسبة إلينا هي تجنّب تكرار أحداث العنف الماضية». ومن جانبها حذرت كوريا الشمالية أمس من المناورات المشتركة بين سيول وواشنطن والمقرر بدؤها اليوم قائلا إنها «ستضع المنطقة على شفير الحرب». وفي هذا الصدد دافعت وزارة الدفاع الامريكية عن المناورات ضد الانتقادات الصينية وقالت إنها «تهدف الى ردع كوريا الشمالية عن شن هجوم آخر». السيناريو المرعب وفي اتجاه آخر كشف خبراء أمريكيون أنه في حال اندلاع الحرب بين شطري شبه الجزيرة الكورية فإن المدفعية الشمالية المصوّبة نحو سيول تستطيع أن تدك بسهولة وخلال أيام الابراج الزجاجية للعاصمة الجنوبية وأن تقتل أعدادا كبيرة من المدنيين، قبل أن تعمد القوات الكورية الجنوبية بمؤازرة الحليف الامريكي الى استجماع قواها والرد على الهجوم. وقال مايكل أوهانلون من معهد بروكينغز: «تفيد التقديرات الرسمية لوزارة الدفاع الامريكية أن الانتصار في الحرب يحتاج أشهرا، وسيكون ثمنه مليون قتيل أو ما يزيد إذا تم احتساب القتلى والجرحى في آن واحد». وأضاف أوهانلون الذي وضع كتابا عن تداعيات حرب محتملة «كل ذلك يحصل من دون استخدام أسلحة نووية». واعتقد الخبراء العسكريون الامريكيون وحلفاؤهم لفترة طويلة أنه يمكن الانتصار على كوريا الشمالية في حال اندلاع حرب تقليدية. لكنهم يعربون عن قلقهم من طريقة استخدام بيونغ يانغ لأسلحتها الكيميائية والبيولوجية، وكذلك مخزونها الصغير من الاسلحة النووية، كما قال بروس بينيت الخبير في الشؤون الدفاعية لدى مؤسسة «راند كوربوريشن». ويشاطر بينيت محللين آخرين اقتناعهم بأن كوريا الشمالية ستتمكن من تثبيت رأس نووية على أحد صواريخها البالستية في غضون بضعة أشهر، ما لم تكن قد أنجزت هذه الخطوة حتى الآن. وفي ضوء عملية محاكاة أجريت في 2005 لحساب مجلة «ذي أتلنتيك»، اعتبر ضباط سابقون ومسؤولون أمريكيون أن على الطائرات الامريكية القيام بأربعة آلاف طلعة يوميا لحماية سيول ومنطقتها.